٢٦٤٧ - وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوشِكُ إنْ طالَتْ بكَ مُدَّةٌ أنْ تَرَى قَومًا في أَيديهم سِياطٌ مثلُ أذنابِ البقرِ، يَغْدُونَ في غَضبِ الله، ويَرُوحونَ في سَخَطِ الله". ويُروى:"ويَروحونَ في لَعْنَتِهِ".
قوله:"يوشِكُ إن طالَتْ بكَ مدةٌ أن ترى قومًا في أيديهم مثلَ أذنابِ البقر"، "يوشك"؛ أي: يسرع ويقرب، و"أن ترى": اسم (يوشك) ولا خبر له؛ لأنه ليس بناقص، "الغدو": نقيض الرواح، و"الرواح": من زوال الشمس إلى الغروب.
يعني: قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة: إن طال عمرُك يوشك أن ترى قومًا من خدمة الملوك والأمراء الظالمة، في أيديهم أخشاب أمثال أذناب البقر، يؤذون الناس بها، ويروعونهم ويسعون بين أيديهم، وعلى أعناقهم تلك الأخشاب، يطردون المارة بها عن الطرق، فهؤلاء القوم يَغْدُون في غضبِ الله، ويروحون في لعنته.
* * *
٢٦٤٨ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لم أَرَهُما: قومٌ معهم سِياطٌ كأَذنابِ البقرِ يضرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مُمِيلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأَسنِمَةِ البُخْتِ المائلةِ، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجِدنَ ريحَها، وإنَّ ريحَها لتوجَدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا".
قوله:"ونساء كاسياتٌ عارياتٌ"؛ يعني: أنهن يلبسن ثيابًا رقيقة، تحكي عن بشرتهن لمن ينظر إليهن، وإذا كان كذلك: فهن عاريات حقيقة كاسيات صورة، وقيل: كاسيات من نعمة الله تعالى، عاريات من شكره سبحانه.
قوله:"مائلات مميلات": قال أبو بكر: قوله: (مائلات)؛ أي: زائغات عن استعمال طاعة الله وما يلزمهن من حفظ الفروج، و (مميلات): يُعَلَّمْنَ غيرَهُنَّ