الدخولَ في مثل فعلهن، يقول: أخبثَ فلانٌ فلانًا فهو مُخبث: إذا علمه الخبث فأدخله فيه، وفيه وجه آخر (مائلات): متبخترات في مشيهن، و (مميلات): يُمِلْنَ أكتافهن وأعطافهن، ذكره في "الغريبين".
قوله:"رؤوسهن كَأسْنِمة البخت"، (الأَسْنِمَة): جمع سَنَام الإبل، (البُخت) بضم الباء: من الإبل، معرب، البَخَاتِي جمع: البُخْتِي.
قيل: المراد أنهن يعظمن رؤوسهن بالخمر والعصائب حتى تشبه أسنمة البُخت.
* * *
٢٦٤٩ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قاتَلَ أحدكم فليجتَنِبِ الوجْهَ، فإنَّ الله تعالى خَلَقَ آدمَ على صورَتِهِ".
قوله:"إذا قاتَلَ أحدُكم فليجتنب الوجه فإن الله خلقَ آدم على صورَتِهِ"، (قاتل)؛ أي: حارب، (فليجتنب)؛ أي: فليحترز عن ضربهِ وجهَ مَنْ يقاتلُهُ، فإن الله سبحانه خلق ابن آدم على صورة آدم.
ومعنى إضافة الصورة إلى آدم، وكل أحد خلق على صورة نفسه: التنبيهُ على اختراع عظيم في خلقه، إذ كل مخلوق قد تقدم له أمثال، فيُخلَقون على صورة أمثالهم المتقدمة، وأما آدم فاختُرِعَ خلقًا جديدًا عجيبًا، ملكيَّ الروح، حيوانيَّ الجسم، منتصبَ القامة، فلم يُوجد على مثال له تقدم.
كأنه قال: ارتجل صورته اختراعًا لا تشبيهًا لمتقدم، ولا محاذيًا لخلق آخر لشيء له يشبهه، بل تولى القديمُ بنفسه خلقَ هذا الصورة إبداعًا جديدًا، وخَلْقًا عجيبًا، لم يسبقه ما يشبهه بصورة ما، وتعظيم وجه الإنسان ونسبته (١) إلى القديمِ