وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لأَنْ تكون الكبائر سبع مئةٍ أقربُ من أن تكون سبعةً، إلا أنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرةَ مع الإصرار.
وقال بعض الفقهاء: الكبائر ثمانية عشر ذنبًا هي: الشرك، والقتل المحرَّم، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وشهادة الزور، والسَّحر، وأكلُ مال اليتيم، وأكل الربا، وقذفُ المحصنات، والفرارُ من الزحف؛ أي: من الكفار، والسرقة، والزنا، وشرب الخمر، والمقامرة - يعني اللعب بالنرد وما أشبه ذلك من أنواع القمار -، وقطع الرَّحِم، والأمن من عذاب الله تعالى، واليأس من رحمة الله تعالى، وإيذاء المسلمين بأخذ أموالهم، والشتم، والغيبة، وغير ذلك، واختلف في الكبائر اختلافٌ كثير يطول ذكره.
وقوله في هذا الحديث: في رواية أنس - رضي الله عنه -: "وشهادة الزور" بدلَ "اليمين الغموس" - وهو نصبٌ على الظرف - يعني: روى أنس هذا الحديث كما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص، إلا أن حديث عبد الله:"الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس"، وحديثَ أنس:"الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور".
* * *
٣٥ - وقال:"اجتنِبُوا السَّبْعَ المُوبقات: الشِّركُ بالله، والسِّحرُ، وقَتلُ النَّفسِ التي حَرَّمَ الله إلَاّ بالحقّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذْفُ المُحصناتِ المُؤمناتِ الغافِلاتِ"، رواه أبو هريرة.
قوله:"اجتنبوا"؛ أي: احترزوا وابعُدوا عن فعل ذنوبٍ سبعة؛ لأنها مهلكةٌ لفاعلها ومدخلةٌ له النار.
و"الموبقات": جمع موبقة وهي المهلكة، من (أوبق): إذا أهلك، و (وبق)