للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأَرادُوكَ أنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ الله وذِمَّةَ نَبيهِ فلا تَجعلْ لهم ذِمَّةَ الله ولا ذِمَّةَ نَبيهِ، ولكنْ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وذمَّة أصحابكَ، فإنكم أَنْ تَخْفِرُوا ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ أصحابكم، أهونُ مِن أنْ تَخْفِرُوا ذِمَةَ الله وذمةَ رسولِهِ، وإنْ حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فأرادُوكَ أنْ تُنْزِلَهم على حُكْمِ الله فلا تُنْزِلْهم على حُكْمِ الله، ولكنْ أَنْزِلْهُمْ على حُكْمِكَ، فإنك لا تدرِي أَتُصيبُ حكمَ الله فيهمْ أم لا".

قوله: "أوصاه في خاصته بتقوى الله يعني: أوصاه في أمر نفسه، وفي أمر من معه من الجيش، فأما وصيته إياه في أمر نفسه أن يقول له: اتق الله، ووصيته إياه في أمر الجيش أن يأمره بحفظ مصالحهم، وأَمْرِه إياهم بما فيه الخير.

قوله: "ولا تَغُلُّوا أي: ولا تسرقوا شيئًا من الغنيمة.

"ولا تغدروا أي: ولا تحاربوا الكفار قبل أن تدعوهم إلى الإسلام.

"ولا تمثَّلوا أي: ولا تجعلوا المثلة، وهي قطع الأعضاء؛ يعني: مَن قتلتموه فاتركوه ولا تقطعوا أعضاءه.

"ولا تقتلوا وليدًا أي: ولا تقتلوا الأطفال بل اسبوهم، وكذلك النساء.

"وإذا لقيتَ" هذا خطاب مع أمير الجيش.

قوله: "إلى ثلاث خصال، أو خلال": هذا شك من الراوي في أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاث خصال)، أو (ثلاث خلال)، و (الخصال): جمع الخصلة، و (الخلال): جمع خَلَّةٍ - بفتح الخاء - وهي الخصلة.

"فأيتهن ما أجابوك(ما) هنا زائدة.

"وكف عنهم يعني: فإذا فعلوا شيئًا من هذه الخصال اتركهم ولا تقتلهم. "ادعُهم إلى الإسلام" هذا هو الخصلةُ الأولى، "ثم ادعُهم إلى التحوُّل من دارهم إلى دار المهاجرين"؛ يعني: فلمَّا أسلموا فمُرْهم بالانتقال من دار الكفار إلى دار المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>