وقد جاء في رواية أخرى وهو قوله: على أن تأتينا من العام المقبل؛ يعني: لا نخليك أن تدخل مكة في هذه السنة، لكن ارجع إلى المدينة على أنه تأتي في العام القابل؛ أي: في السنة التي تأتي بعد هذه السنة.
"من قضية"؛ أي: من حكم كتبه كتاب الصلح.
"قوموا فانحروا"؛ يعني: من أُحصر - أي: مُنع عن إتمام حجته أو عمرته بعد الإحرام - فعليه أن يذبح شاةً ويفرقَ لحمها على مساكين الموضع الذي أُحصر فيه، ثم يحلق ويتحلل من إحرامه.
"فنهاهم الله أن يردُّوهن" اختلفوا في أن النساء: هل دخلن في شرطهم مع رسول الله: (على أن لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته)؟
في قولٍ: أنهن لم يدخلن في ذلك الشرط، بل المراد من ذلك الشرط الرجال، فعلى هذا القول لا إشكال في عدم ردهن.
وفي القول الثاني: كن داخلات في الشرط؛ لأن قول سهيل:(على أن لا يأتيك منا أحد) لفظة (أحد) تتناول الرجال والنساء، فعلى هذا القول عدمُ ردِّهن لكون الآية ناسخةً لشرط ردِّ النساء، وأمرهم أن يردُّوا الصَّداق؛ يعني: إذا جاء أزواجهن في طلبهن لا يجوز ردُّهن عليهم، ولكن يجب ردُّ ما أعطَوْهنَّ من الصَّداق إن كانوا قد سلَّموا الصداق إليهن، وإن لم يسلِّموا الصداق إليهن لا يعطون شيئًا.
"ثم رجع إلى المدينة"؛ يعني: ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة.
"فأرسلوا"؛ أي: فأرسل أهل مكة.
"فأمكنه منه"؛ أي: فدفع السيف إليه، "فضربه"؛ أي: ضرب أبو بصير ذلك الكافر "حتى بَرَد"؛ أي: حتى مات.