"وإني لمقتول"؛ أي: وإني لأخاف القتل، أو دنوت من أن يقتلني.
"مسعر حرب لو كان له أحد"، (مسعر) بكسر الميم وفتح العين: كثير السَّعْر، وهو إيقاد الحرب والنار؛ يعني: هو كثير الحرب إن كان له مددٌ وناصر.
"حتي أتى سيف البحر" بكسر السين؛ أي: ساحله.
"وينفلت"؛ أي: يفر.
"عصابة"؛ أي: جماعة.
"بعير"؛ أي: بسيارة.
"اعترضوا لها"؛ أي: أجمعوا واستقبلوا عليها بالمحاربة.
"تناشده الله والرحمَ"؛ أي: أحلفوه بالله وبحق القرابة التي بينهم وبينه - صلى الله عليه وسلم - "لما أرسل"؛ أي: إلا أن يرسل على أبي بصير وأتباعه أحدًا، ويدعوهم إلى المدينة، وأجازوا أنَّ مَن أتاه - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين لا يرده إليهم.
* * *
٣٠٨٤ - عن البراءِ بن عازِبٍ قال: صالحَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المُشْرِكينَ يومَ الحُدَيْبيةِ على ثلاثةِ أشياءَ: على أَنَّ مَنْ أتاهُ مِنَ المُشركينَ ردَّهُ إليهِمْ، ومَنْ أتاهُمْ مِنَ المُسلمينَ لم يَرُدُّوه. وعلى أنْ يدخُلَها مِنْ قابلٍ ويُقيمَ بها ثلاثةَ أَيَّامٍ، ولا يدخُلَها إلَّا بجُلُبَّانِ السِّلاحِ: السَّيْفِ والقَوسِ ونحوه. فجاءَ أبو جَندَلٍ يَحْجُلُ فِي قُيودِهِ فردَّهُ إليهم.
قوله:"بجلبان السلاح"، (الجلبان) بضم الجيم واللام وتشديد الباء: جرابٌ من أَدَمٍ يُلقي الراكب فيه سيفه مغمودًا ثم يعلقه من الرحل، وأراد بقوله:(جلبان السلاح) أنهم لا يسلُّوا سيوفهم من الغمد، بل تكون سيوفهم وقسيُّهم مستورةً. "يحجل في قيوده"، (يحجل)؛ أي: يمشي كمشي الأعرج لقيدٍ في رجليه.