يعني: أسلم أبو جندل بمكة، فأخذه أهل مكة وقيدوه، فانفلت مع قيده وجاء إلى النبي، فردَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة وفاءً بشرطه، ثم انفلت مرةً أخرى وجاء سيف البحر ولحق أبا بصير كما ذكر قبيل هذا.
* * *
٣٠٨٥ - وعن أنسٍ: أنَّ قُرَيْشًا صالَحُوا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مَنْ جاءَنا منكُمْ لم نَرُدَّهُ عليكُمْ، ومَنْ جاءكُمْ منَّا رَدَدْتُمُوهُ علينا، فقالوا يا رسُولَ الله! أَنكتُبُ هذا؟ قالَ:"نَعَمْ، إنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إليهمْ فَاَبْعَدَهُ الله، ومَنْ جاءَنا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ الله لهُ فَرَجًا ومَخْرَجًا".
قوله:"فقالوا يا رسول الله"؛ أي: قالت الصحابة.
"مَن ذهب منا إليهم"؛ يعني: مَن ذهب منا إلى الكفار واختار دينهم فهو مرتدٌ "فأبعده الله، ومَن جاءنا منهم"؛ يعني: من أسلم من أهل مكة وجاءنا ثم رددناه إلى مكة وفاز بالعهد "فسوف يجعل الله له مخرجًا"؛ أي: سوف يخلصه الله من أيدي الكفار.
* * *
٣٠٨٧ - عن المِسْوَرِ ومروانَ: أنَّهم اصْطَلَحُوا على وضْعِ الحَرْبِ عَشْرَ سنين يأمَنُ فيهِنَّ النَّاسُ، وعلى أنَّ بَيْننا عَيْبةً مَكفوفةً، وأنَّهُ لا إسْلالَ ولا إغلالَ.
قوله:"أنهم اصطلحوا على وضع الحرب"؛ يعني صالح أهل مكة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يتركوا حرب رسول الله ويتركَ رسول الله حربهم عشر سنين، فصالحوا على ترك الحرب عشر سنين، فلما مضى بعد هذا الصلح ثلاثُ سنين أعان أهل مكة بني بكر على حرب خزاعة، وكان خزاعة حلفاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنقض أهل مكة العهد الذي بينهم وبين رسول الله بإعانتهم أعداء خزاعة، ومَن حارب