٣٣٩٠ - وعن بُرَيدَةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لرجلٍ عليهِ خاتمٌ مِن شَبَهٍ:"ما لي أجدُ منكَ ريح الأصنامِ؟ " فطرحَهُ ثم جاءَ وعليهِ خاتمٌ مِن حديدٍ، فقالَ:"ما لي أَرَى عليكَ حِليةَ أهلِ النارِ؟ " فطرحَهُ فقال: "اتَّخِذْهُ مِن وَرِق ولا تُتِمَّهُ مِثْقالاً".
قوله - صلى الله عليه وسلم - لرجل عليه خاتم من شَبَهٍ:"ما لي أجدُ منك ريحَ الأصنام"، فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد فقال:"ما لي أرى عليك حِلْيةَ أهلِ النار"، فطرحه.
قال الخطابي رحمة الله عليه: إنما قال في خاتم الشَّبَه: "أجد منك ريح الأصنام"؛ لأن الأصنام كانت تُتَّخذ من الشبه، وأما الحديد فقد قيل: إنما كَرِه ذلك من أجل سُهوكة ريحه - السُّهوكة: الرائحة الكريهة -.
ويقال: معنى قوله: "حِلْية أهل النار": أنه زِيُّ بعض الكفار وهم أهل النار.
(الشَّبه)؛ يعني: يشبه الصُّفر، يقال له بالفارسي: بربخ.
قوله:"ولا تتمَّه مثقالاً"، هذا نهي إرشاد على الورع، فإن الأَولى أن يكون الخاتم أقلَّ من مثقال؛ لأنه من السَّرَف أبعد، وإلى التواضع أقرب، فإنْ أتمَّه مثقالاً أو زاد على مثقال جاز، والمِثْقال هو الدِّينار.
قول محيي السنة:"وقد صحَّ عن سهل بن سعد في الصَّداق: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "التمسْ ولو خاتَمًا من حديد"؛ يعني: أن نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الحديد ليس نهيَ تحريم؛ لأنه لو كان نهي تحريم لما جَوَّز لذلك الرجل أن يلتمسَ خاتمًا من حديد ويجعَله صَدَاقًا.
* * *
٣٣٩١ - عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال: "كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يكرهُ عشرَ خلالٍ: الصُّفْرةَ، يعني الخَلُوقَ، وتَغْييرَ الشَّيبِ، وجَرَّ الإِزارِ، والتختُّمَ بالذَّهبِ، والتبرُّجَ بالزينةِ لغيرِ مَحَلَّهَا، والضَّربَ بالكِعابِ، والرُّقَى إلا بالمعوِّذاتِ، وعقدَ