(المِسح): كساء معروف، يقال له بالفارسي: بِلاس، وإنما هتكت السترَ؛ لأنها ظنَّتْ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تأذَّى منه لكونه منقَّشًا بصُوَرٍ، أو لأن فيها جملاً وزينةً.
"حلَّتْ"، أصله: حلَّيَتْ، فقُلبت الياء ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها، فحُذفت الألف لسكونها وسكون التاء، ومعناه: جَعلَتْ حُلِيًّا على الحسن والحسين.
"قُلْبَين" تثنية: قُلْب، وهو سِوَارٌ بلا نقشٍ.
"فكَّت"؛ أي: فَصَلَتْ.
"أكرهُ أن يأكلوا طيباتهم"؛ يعني: أن يتلذَّذُوا ويتطيَّبُوا عيشَهم بأكل الأطعمة اللذيذة ولبس الملابس النفيسة، بل أختار لهم الفقرَ والرياضة في الدنيا.
"قلادة من عَصْب".
(القلادة): شيء من الذهب أو الفضة تعلِّقه النساء برقابهن، قال الحافظ أبو موسى: يحتمل عندي أن الرواية إنما هو (العَصَب) بفتح الصاد، وهو أطناب مفاصل الحيوانات، وهو شيء مدوَّر، ويحتمل أنهم كانوا يأخذون عَصَبَ بعض الحيوانات فيقطعونه ويجعلونه شبه الخَرَز إذا يبس، فيتخذون منه القلائد، فإذا أمكنَ أن يُتخذ من عظام السلحفاة وغيرها السوارَ أمكنَ أن يكون من عَصَب أشباهها خَرَزٌ يُنظَم منها قلائدُ، ثم ذَكر لي بعضُ أهل اليمن أن العَصَب سِنُّ دابةٍ بحريةٍ يُسمى: فرس فرعون، يُتخذ منها الخَرَزُ يكون أبيضَ، ويُتخذ منها غيرُ الخَرَز، هذا كلام أبي موسى.
وقال الخطابي: في هذا الحديث شيءٌ حاصله: أني لا ندري (العَصْب) بسكون الصاد غير البُرد اليمني، وأما العاج فعظم ظهر السلحفاة البحرية، ويقال له: الذيل أيضًا، ويجوز استعماله؛ لأنه طاهرٌ، لأنه حيوانٌ بحريٌّ.
والعاج أيضًا: عظم الفيل، وهو نَجِسٌ عند الشافعي، وفيه قولٌ للشافعي أنه