٣٥٤٧ - عن أنسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُعجبُه إذا خرجَ لحاجةٍ أنْ يسمعَ: يا راشدُ، يا نجيحُ.
قوله:"يا راشد"؛ أي: يا واجد الطريق المستقيم.
"النجيح": الذي قضيت حاجته يعني إذا سمع أحدًا يقول لأحد: يا راشد أو يا نجيح فقال - صلى الله عليه وسلم - بسماع هذين اللفظين وما أشبههما يعني ستحصل وستقضى حاجتنا إذا سمعنا هذين اللفظين.
* * *
٣٥٤٨ - وعن بُرَيْدَةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يتطيرُ مِن شيءٍ، فإذا بعثَ عامِلًا سألَ عن اسمِهِ؟ فإذا أعجبَهُ اسمُه فَرِحَ به ورُئيَ بِشْرُ ذلكَ في وجهِهِ، وإنْ كَرِهَ اسمَهُ رُئيَ كراهيةُ ذلكَ في وجهِهِ، وإذا دخلَ قريةً سألَ عن اسمِها؟ فإنْ أعجبَهُ اسمُها فَرِحَ بها ورُئيَ بِشْرُ ذلكَ في وجهِهِ، وإنْ كَرِهَ اسمَها رُئيَ كراهيةُ ذلكَ في وجهِهِ.
قوله:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطيَّر في شيءٍ، فإذا بعثَ عاملًا سأل عن اسمه؛ فإذا أعجبَه اسمُه فرحَ به ... " إلى آخره، قال محيي السُّنَّة في "شرح السُّنَّة" في شرح هذا الحديث: ينبغي للإنسان أن يختارَ لولدِه وخَدَمِه الأسماءَ الحسنةَ، فإن الأسماءَ المكروهةَ قد تُوافق القَدَرَ؛ يعني: لو سمَّى أحدٌ ابنه بـ (خَسَار) فربما جرى قضاء الله بأن يلحق خَسَار ذلك المسمى بـ (خَسَار)، فلما لحقه ذلك الخَسَار المقدَّر يعتقد بعضُ الناس أن لحوقَ ذلك الخَسَار بسبب اسمه، فيتشاءم الناس به، فيحترزون مجالستَه ومواصلتَه، ويصير معروفًا بالشؤم؛ فلا ينبغي لأحدٍ أن يُسمِّيَ ابنه أو غيرَه باسمٍ يصير بسبب ذلك الاسم مبغوضًا مشؤومًا بين الناس، وكراهيةُ رسولِ الله الاسمَ القبيحَ لأجل هذا، فإن الاسمَ الحسنَ محبوبٌ في طباع الناس، والاسمَ المكروهَ مبغوضٌ في طباع