٣٨٥٣ - وعنه، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه كانَ إذا أتاهُ السَّائِلُ أو صَاحِبُ الحاجَةِ قال: "اِشفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ويقضي الله على لسانِ رسولِهِ ما شاءَ".
قوله:"اشفعُوا فلتؤجروا"؛ يعني: إذا عرضَ صاحبُ حاجةٍ حاجتَه عليَّ اشفعوا له إليَّ، فإنكم إذا شَفَعْتُم له إليَّ حصلَ لكم بتلك الشفاعة أجرٌ سواءٌ قَبلْتُ شفاعتَكم أو لم أقبل؟
قوله:"وإنما يقضي الله على لسان رسوله ما شاء"؛ أي: وإنما يُجْرِي الله على لساني ما شاء؛ يعني: إن قضيتُ حاجةَ مَنْ شَفَعْتُم له فهو بتقدير الله، وإن لم أقضِ فهو أيضًا بتقدير الله تعالى.
* * *
٣٨٥٤ - وقال:"اُنصُرْ أخاكَ ظالمًا أو مَظْلومًا"، فقال رَجُلٌ: يا رسولَ الله! أَنصُرُه مَظْلومًا، فيكفَ أنصُرُه ظالِمًا؟ قال:"تمنعُه مِن الظُّلمِ، فذلك نَصْرُكَ إيَّاهُ".
قوله:"فذلك نَصْرُك إياه"، (ذلك): إشارةٌ إلى المَنعْ؛ أي: مَنْعُكَ أخاك من أن يظلمَ أحدًا نَصْرُك إياه؛ لأنَّ النَّصْرَ دَفْعُ الضَّرَرِ عن أَحَدٍ، وإذا منعتَ أحدًا عن الظلم فقد دفعتَه عن الإثم الذي هو سببُ دخولِه النار، فكأنك دفعتَ النارَ عنه، وأيُّ نُصْرةٍ أكملُ مِنْ دفعِكَ النارَ عن أخيك.
روى هذا الحديثَ أنسٌ.
* * *
٣٨٥٥ - وقال: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِم، لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كانَ في حاجَةِ أخيهِ كانَ الله في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فرَّجَ الله عنه كُرْبةً