للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٥٧ - وقالَ: "أَهْلُ الجَنَّةِ ثلاثةٌ: ذو سُلْطانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رحيمٌ رقيقُ القَلْبِ لكلَّ ذي قُربَى ومُسْلِمٍ، وعَفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عيالٍ، وأهلُ النَّارِ خَمْسةٌ: الضَّعيفُ الذي لا زَبْرَ لهُ، الذينَ هم فيكم تَبَعٌ، لا يَبغُونَ أهلًا ولا مالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ وإنْ دَقَّ إلا خانَهُ، ورَجُلٌ لا يُصْبحُ ولا يُمسي إلا وهو يُخادِعُكَ عن أهلِكَ ومالِكَ"، وذكرَ البُخْلَ والكذِبَ، "والشِّنْظيرُ الفَحَّاشُ".

قوله: "أهلُ الجنة ثلاثة: ذو سلطانٍ مُقْسِط متصدِّق موفَّق"؛ يعني: أحدُ الثلاثة: (ذو سلطان)؛ أي: ذو حُكْمٍ وسَلْطنة، (مقسط)؛ أي: عادلٌ، (متصدِّق)؛ أي: مُحْسِن إلى الناس، (موفَّق) بفتح الفاء؛ أي: الذي رُزِقَ طاعةَ الله، والعَدْلَ في الحُكْم.

"ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب لكلِّ ذي قُربى ومسلم"؛ يعني: الثاني: مَن في قلبه رِقَّة؛ أي: شفقةٌ ورحمةٌ على الأقارب والأجانب.

"وعفيفٌ متعفَّفٌ ذو عِيالٍ"؛ يعني: الثالثُ من كان عفيفًا؛ أي: صالحًا، (متعفِّفًا)؛ أي: مانعًا نفسَه عمَّا لا يليقُ مع أنه ذو عِيال؛ يعني: يتركُ المال، ويتباعد عنه، وإن كان له عيال، ولا يحمِلُه حبُّ العيال على تحصيلِ المال الحرام، بل يختار حبَّ الله على حبِّ العيال.

(العفيف): الذي يمنعَ نفسه عن الحرام، و (المتعفِّف): له معنيان:

أحدهما: الذي يحمِلُ على نفسه بالكُرْه العِفَّةَ؛ أي: الامتناع من الحرام.

الثاني: الذي يُظْهِرُ عن نفسه العِفَّة مع أن العِفَّة موجودةٌ فيه، بأن يكون عفيفًا، ويُظْهِرُ العِفَّةَ عن نفسه، بلُبس لِباسِ الصالحين ليقتديَ به في الصلاح من رآه.

وبعضُ الناس فيه العِفَّةُ ولا يُظْهِرُها عن نفسه، بل يلبَسُ لباسَ غيرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>