الصالحين، ويقال لمن له هذه الصفة: ملا ميتا، وهذه الصفة غير مرضيَّةٍ في الشرع، كي لا يغتابَه الناسُ بأن يقولوا فيه: إنه فاسقٌ، وكي لا يغترَّ به بعضُ الناس، ويقول: فإذا كان فلانٌ فاسقًا فأكونُ مثله.
"وأهل النار خمسة: الضعيفُ الذي لا زَبْرَ له"؛ أي: لا عَقْلَ.
"الذين هم فيكم تَبَعٌ لا يَبْغُون أهلًا ومالًا"؛ يعني: أحدُ الخمسة هذه الطائفة.
وأراد بـ (الضعيف): من كانت شهوتُه غالبةً عليه بحيث لا يقدِرُ على دَفْعِ نفسِه، بل يفعلُ ما أمرتْه نفسُه من المعاصي.
وأراد بـ (العقل) هنا: العقل الذي يمنعُ الرجلَ من المعاصي.
وأراد بـ "الذين هم فيكم تبع": الذين يدورون حول الأمراء والرئيس ويخدمونهم، ويأخذون الناس ويضربونهم، ولا يبالون بما يأكلُون ويشربون ويلبَسُون ويجامعون، أمن الحرام هو أم من الحلال؟
"لا يبغون"؛ أي: لا يطلبون "أهلًا"؛ أي: زوجةً، بل كلُّ امرأة يقدِرُون عليها يفعلُون بها ما يريدون، ولا يطلبون مالًا حلالًا، بل كل مال يقدِرون عليه يأخذونه.
ويقال لهؤلاء بالفارسي: سرهنك ويرده دار، وكذلك عادة الجواليق.
"والخائن الذي لا يَخْفَى له طمعٌ وإن دَقَّ إلا خانه"، روى هذا الحديثَ عياض بن حمار.
* * *
٣٨٥٨ - وقالَ:"والذي نَفْسي بيدِه، لا يؤمنُ عبدٌ حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لنَفْسِه".