قوله عليه السلام:"ثم مسح ظهره بيمينه"؛ أي: بقدرته، ونَكِلُ علمَ كيفية هذا المسح إلى الله تعالى، ونحيل ذلك إلى قدرته تعالى كيف يشاء يفعل ما يشاء.
وقيل: أخرجَهم كأمثال الذَّرَّ نَثَرَهم بين يدَيه وجعلَهم على هيئة الرجال والنساء، وجعلَ فيهم العقول ثم كلَّمهم، وقال لهم:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} وباقي الحديثِ ظاهرٌ.
قوله:"ففِيمَ العملُ يا رسولَ الله" عليه السلام؟ أي: في أيَّ شيءٍ يُفيد العملُ أو بأيَّ شيءٍ يتعلق العملُ إذا كان كونُ الرجلِ من أهل الجنة أو من أهل النار مُقدَّرًا قبل هذا؟
فقال رسول الله عليه السلام:"إن الله تعالى إذا خلقَ العبدَ للجنة استعملَه بعمل أهل الجنة"، (استَعمَلَ): إذا أَلزَمَ العملَ على أحدِ وأَمرَه بالعمل؛ يعني: اعملوا الأعمالَ الصالحةَ؛ فإن تيسيرَ الله الأعمالَ الصالحةَ والإسلامَ لكم علامةٌ لسعادتكم، وعلامةٌ لكونكم مخلوقين للجنة.
* * *
٧٥ - وقال عبد الله بن عَمْرو بن العاص - رضي الله عنهما -، قال: خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يديهِ كتابانِ، فقال للذي في يدهِ اليُمنى:"هذا كتابٌ مِنْ رَبِّ العالمينَ، فيهِ أسماءُ أهلِ الجنَّةِ وأسماءُ آبائهمْ وقبائلهِمْ، ثمَّ أُجْمِلَ على آخِرِهم، فلا يُزَادُ فيهمْ ولا يُنقَصُ منهمْ أبدًا"، ثمّ قال للذي في شِمالِهِ:"هذا كتاب من ربِّ العالمينَ، فيهِ أسماءُ أهلِ النَّارِ وأسماءُ آبائِهِمْ وأسماء قبائِلِهِمْ، ثمّ أُجْمِلَ على آخِرِهِمْ، فلا يُزَادُ فيهمْ ولا يُنْقَصُ منهمْ أبدًا"، ثمَّ قال بيدَيْهِ فنبذَهُمَا، ثمّ قال:"فرغَ ربُّكُمْ مِنَ العِباد، {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} ".