قوله:"فهل بعد هذا الخير من شر"؛ يعني: هل يجيء بعد الإسلام الكفر والضلالة والبدع والفتن.
"وهل بعد ذلك الشر من خير"؛ يعني: وهل تزول الفتن والبدع، ويجيء بعدها العدل والصلاح؟.
"وفيه دَخَنٌ" بفتح الدال والخاء؛ أي: كُدُوْرَةٌ؛ أي: لا تكون الاعتقادات الصحيحة والأعمال الصالحة وعدل الملوك في ذلك الوقت خالصة، بل يخالطُهَا المكروهات.
"قومٌ يستنُّونَ بغير سنتي"؛ يعني: يكون في ذلك الوقت قوم يعتقدون اعتقادات، ويعملون أعمالًا غير ما أنا عليه.
"ويَهدون بغير هَدْيي"؛ أي: ويتخذون سِيَرًا غير سِيرتي، والسِّيرة: الطريقة التي عليها الرجل من الفعل والقول.
"تَعرِفُ منهم وتُنِكرُ"؛ أي: ترى فيهم ما تعرفُه أنه من ديني، وترى فيهم أيضًا ما تنكِرُ كونَهُ من ديني؛ يعني: ترى فيهم السُّنة والخيرَ والشرَّ.
"فهل بعد ذلك الخيرِ من شر"؛ يعني: هل يضعف الإسلام بعد ذلك ويقوى أهل الشر؟
"قال: نعم دعاةٌ على أبوابِ جهنم"، (دُعَاة): جمع الداعي؛ يعني: يظهر بعد ذلك جماعة من أهل البدعة والضلالة، يدعون الناس من الخير إلى الشر، ومن السُّنة إلى البدعة.
"مَنْ أجابَهُمْ": فكأنما قذفوهُ في نارِ جهنَّمَ.
"قال: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا"؛ يعني: هم بشرٌ مثلنا.
"ويتكلمون بألسنتنا"؛ أي: بلغتنا؛ يعني: لا نقدرُ أن نعرفَهُم بصورِهِمْ بل بِسِيَرِهِمْ.