للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "في جُثْمَان إِنْسٍ"، و (الجُثمان): الشخص.

"تسمعُ وتطيعُ"؛ يعني: طريق النجاة في ذلك الوقت: أن تسمعَ ما يأمرُكَ الأميرُ، وتطيعُه ولا تعصيه، إلا إذا أمرك بمعصية، فإنك حينئذ لا تطيعه، ولكن لا تقاتله، بل فرَّ منه.

* * *

٤١٤٥ - وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بادِرُوا بالأَعْمالِ فِتَنًا كقِطَعِ اللَّيل المُظْلِمِ، يُصبحُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا ويُمْسي كافِرًا، ويُمْسي مُؤْمِنًا ويُصْبحُ كافِرًا، يبيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنيا".

قوله: "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل"، (بادروا)؛ أي: أسرعوا وسابقوا، (القِطَع): جمع قِطْعَةٍ، وهي بعض الشيء؛ يعني: ستأتي فتنٌ شديدة كالليل المظلم لا يعرفُ أحدٌ سببَهَا، ولا يُعْرَفُ طريقُ الخلاص منها، فتعجَّلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيئها، فإنكم لا تطيقون الأعمال الصالحة إذا أتتكم الفتن.

"يصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا"؛ يعني: يكفرُ كثيرٌ من المسلمين بالله في تلك الفتن، والفتن التي يكفر المسلم فيها تحتمل احتمالات:

أحدها: أن تكون بين طائفتين مسلمَتَيْن حربٌ، فتستحلُّ كلُّ واحدةٍ من الطائفتين مالَ الأخرى ودمَها بالتعصب والغضب، فيكفرون باستحلالهم أموالَ المسلمين ودمائَهم.

والاحتمال الثاني: أن يغلب الكفارُ على بلاد المسلمين، ويكون ملوكُ بلادهم كفارًا، فيأمرون الرعيَّةَ بالارتداد عن الإسلام إلى الكفر، وربما يرتدُّ المسلمُ لطلبِ جَاهٍ ومَالٍ منهم من غير أن يطلبوا منه الكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>