(الهُدْنَةُ) بضم الهاء: الصلح، (الدَّخَن): الكُدُورَةُ واللون الذي يَضرب إلى السَّواد.
يعني: يكون في أهل ذلك الزمان أميرٌ بينه وبينهم صلحٌ غير خالص، بل يظهرون الصلح ويبطنون العداوةَ والبغضَ، كما أن العين التي تقع فيها القذاة ظاهرها صحيح، وباطنها سقيم.
"تنشأ"؛ أي: تظهر.
"وأنت عاضٌّ على جِذْلِ شجرة"، (الجِذْلُ): الجِذْعُ؛ يعني: لا تخالطهم، بل فرَّ منهم، ولازم موضعًا بعيدًا تحت شجرة.
"فمن وقع في ناره"؛ يعني: فمَنْ خالَفَهُ حتى يلقيه في ناره.
"فلا يُركِب": بضم الياء وكسر الكاف، وهو مضارع (أَرْكَبَ): إذا بلغَ المُهْرُ وقتَ الرُّكوب؛ يعني: يكون مجيء القيامة قريبًا.
"لا ترجعُ قلوبُ قومٍ على الذي كانت عليه"؛ يعني: لا تكون قلوبهم صافيةٌ من الحقد والبغض، كما كانت صافية قبل ذلك.
"فتنةٌ عمياءُ صَمَّاءُ"؛ يعني: فتنةٌ شديدة، لا يكون قتال أهل ذلك الزمان عن بصيرة، بل كما أن الأعمى لا يدري أين يذهب، فكذلك أولئك الجماعة لا يدرون بأي سبب يقاتلون، وهذا مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدري القاتل فيما قَتل، ولا المقتول فيما قُتل".
وسُميت (صَمَّاء)؛ لأنها شديدة، يقال:(صخرة صَمَّاء)؛ أي: شديدة، ويحتمل أن يكون (الصَمَّاء)؛ لكون أهل تلك الفتنة صُمًا؛ أي: لا يسمعون الحق والنصيحة، بل يحاربون عن الجهل والعداوة، ولصيرورة أهلها كالأَصم من كثرة أصواتهم، ووَقْعِ السلاح والضرب.