"شاركْتَ القوم"؛ يعني: لو لبستَ السلاح، فكنت منهم في الإثم.
"إن خشيتَ أن يَبْهَرَكَ شعاعُ السَّيف"، (البهر): الغَلَبَةُ.
يعني: لا تحاربهم فإن جاءك أحدٌ يحاربك فلا تحاربه، بل استسلم نفسك للقتل حتى يحصل له إثمُ قتلك، والاستسلام إنما يكون إذا لم يمكنه الفرار، وإنما نهاه عن المحاربة؛ لأن أهل تلك الحرب كلهم مسلمون.
وقيل: حارب يزيدُ بن معاوية أهل المدينة في أحجار الزيت.
* * *
٤١٥٩ - وعن عبدِ الله بن عَمْرِو بن العاصِ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"كيفَ بكَ إذا بَقيتَ في حُثالَةٍ مِنَ النَّاسِ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وأَماناتُهُمْ، واخْتَلَفُوا فكانُوا هكذا؟ " وشَبَّكَ بينَ أَصَابعِهِ، قال: فبمَ تأمُرُني؟ قال:"عليكَ بِما تعرِفُ، ودَعْ ما تُنكِرُ، وعَلَيكَ بخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَإِيَّاكَ وعَوَامَّهُمْ".
وفي روايةٍ:"اِلزَمْ بَيْتَكَ، واملِكْ عَليكَ، لسانَكَ، وخُذْ ما تَعْرِفُ، ودَعْ ما تُنكِرُ، وعليكَ بأمرِ خَاصَّةِ نفسِكَ، ودَعْ أَمْرَ العَامَّة"، صحيح.
قوله:"كيفَ بك"؛ أي: كيف يكونُ حالُك إذا أتى عليك زمان يكون أهلها بلا خير.
(الحُثَالة): الرديء من كل شيء، و (الحُفَالة) مثلها.
"مَرِجَتْ عهودُهُمْ"؛ أي: اختلطت عهودُهُمْ؛ يعني: لا يكون أمرهم مستقيمًا، بل يكون كل يوم أو كل لحظة على طبع، وعلى عهد ينقضون العهد ويعصون ربهم.
"عليك بما تعرِف"؛ أي: الزم وافعل ما تعرفُ كونه حقًا، واترك ما تنكر أنه حق.