٤٣٣٢ - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْلُصُ المُؤْمِنونَ مِنَ النَّارِ، فيُحْبَسونَ على قَنْطَرةٍ بينَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فيُقْتَصُّ لبَعْضهِمْ منْ بَعْضٍ مَظالِمُ كانت بينَهُمْ في الدُّنْيا، حتَّى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِنَ لهُمْ في دُخُولِ الجَنَّةِ، فوالذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيدِهِ لأَحدُهُمْ أَهْدَى لِمَنْزِلهِ في الجنَّةِ منهُ لِمَنْزِلهِ كانَ في الدُّنْيا".
قوله:"فيُحبَسون على قنطرة بين الجنة والنار"، (القنطرة): الجسر، وهي عبارة عن الصراط الممدود بين الجنة والنار، وقد ذُكر قُبيلَ هذا كيفيتُه.
قوله:"فَيُقَصُّ لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبُوا ونُقُّوا أُذِنَ لهم في دخول الجنة"، (فيُقَصُّ): مضارع ما لم يُسمَّ فاعلُه، من! قَصَّ الأثرَ واقتصَّ وتقصَّصه تقصُّصًا: تبعَه.
و (المظالم) جمع: مَظْلَمة، وهي ما تطلبه عند الظالم، وهو اسم ما أُخذ منك، ذكره في "الصحاح".
"التهذيب" و"التنقية": واحد؛ يعني: إذا خلصَ المؤمنون من النار، فيُحبَسون على تلك القنطرة التي بين الجنة والنار؛ ليؤدُّوا حقَّ كلِّ ذي حقًّ من المظالم المالية والعرضية (١)، فإذا اقتصوا وأدَّوا ما عليهم من الحقوق إلى صواحبها، أو يُرضيهم الله سبحانه بكرمه ولطفه مما عنده، فيستحقُّون دخولَ
(١) في "ش": "ليقتص من بعض مظالم مالية وعرضية" مكان: "ليؤدوا حق كل ذي حق من المظالم المالية والعرضية".