وفي بعض النسخ:"فيُقْتَصُّ" مضارع مجهول من: الاقتصاص.
قوله:"والذي نفسي بيده! لأَحدُهم أهدَى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا"؛ يعني: أَقسَمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تأكيدًا لصدقه بأن كلَّ واحدٍ من أهل الجنة أشدُّ هدايةً إلى منزله في الجنة منه؛ أي: أعرف بمنزله المَعدِّ له في الجنة من معرفته بمنزله الذي كان في الدنيا.
* * *
٤٣٣٤ - وقالَ:"إذا صارَ أَهْلُ الجَنَّةِ إلى الجَنَّةِ، وأهلُ النَّارِ إلى النَّارِ جِيءَ بالمَوْتِ حتَّى يُجْعَلَ بينَ الجَنَّةِ والنَّارِ، ثمّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ، ويا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ، فيزدادُ أهلُ الجَنَّةِ فَرَحًا إلى فرَحِهم، ويزدادُ أَهْلُ النَّار حُزنًا إلى حُزنِهم".
قوله:"إذا صار أهلُ الجنة إلى الجنة، وأهلُ النار إلى النار جِيء بالموت ... " إلى آخره.
صارَ إلى الشيء الفلاني؛ أي: جُمِعَ إليه؛ يعن: إذا وصلَ أهلُ الجنةِ إلى الجنةِ، وأهلُ النارِ إلى النارِ جِيءَ بالموت على صورة كبش، فيُذبَح بين الجنة والنار.
اعلم أن الموتَ يومَ يُذبَح يصير مشكلًا على الصورة المذكورة، بحيث يشاهدها أهلُ الجنة وأهلُ النار بأعينهم؛ لأن نعيمَ الجنة صوريٌّ، وكذا عذابُ أهل النار صوريٌّ، كما نَطَقَ به الشرعُ، وإنما يُذبَح؛ ليعلموا أن نعيمَ أهل الجنة في الجنة أبديٌّ بلا انقطاعٍ، وعذابَ أهلِ النار الذين لهم استحقاقُ الخلود في النار أبديٌّ بلا انقطاعٍ.