للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسنذكر فضلَهن في (باب مناقب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -) مستقصًى مشروحًا - إن شاء الله تعالى - وحدَه.

وقوله: "فضلُ عائشةَ على النساء كفَضْلِ الثَّرِيد على سائر الطعام"، سيأتي البحث في ذلك أيضًا في (باب مناقب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -) إن شاء الله.

* * *

مِنَ الحِسَان:

٤٤٥٣ - عَنْ أَبي رَزْينٍ قَالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ الله! أَينَ كَانَ ربنا قبلَ أنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَال: "كَانَ في عَمَاءٍ مَا تحتَهُ هَوَاءٌ ومَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وخَلَقَ عَرْشَهُ علَى المَاءِ"، وقَال يَزيدُ بن هَارُون: العَمَاءُ؛ أَيْ: لَيْسَ مَعَه شَيءٌ.

قوله: "كان في عَماءٍ، ما تحته هواءٌ، وما فوقه هواءٌ، وخلقَ عرشَه على الماء"، قال في "الغريبين": قال أبو عُبيد: (العَمَاءُ): السحابُ في كلامِ العرب، لا يُدْرَى كيف كان ذلك العَماء.

وحُكِيَ عن أبي الهيثم أنه قال: هو في عَمًى مقصود، قال: وهو أمرٌ لا تدركه عقولُ بني آدم، ولا يبلغُ كُنْهَه الوصْفُ، ولا يُدْرِكُه الفَطِنُ.

(ما) في (ما تحته وما فوقه) للنفي؛ أي: ما فوقَه وما تحته هواءٌ؛ أي: شيءٌ، والواو في (وخلق) للحال، و (قد) مقدَّرة؛ يعني قد كان الله سبحانه في الأَزَل في عَمَاءٍ؛ أي: في صفةٍ لا ندري كيفيتَها، بل نؤمنُ بذلك، كما أرادَها، ونَكِلُ عِلْمَها إليه سبحانه، كما نعرفُ ذاتَه تعالى، ونؤمنُ به بلا كيف.

فالحاصِلُ: أن هذا وأمثالَه وجبَ على السامع أن يؤمنَ بظاهره، ويصدِّقَه، ويعرضَ عن التفتيش في حقيقة ذلك حتى لا يقعَ في التشبيه والتعطيل.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>