٤٤٥٤ - عَنِ العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب - رضي الله عنه -: زَعَمَ أنَّه كانَ جَالِسًا في البَطْحاءِ في عِصَابةٍ ورَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فيهِمْ، فمرَّتْ سَحابَةٌ فنظَرُوا إليها، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تُسَمُّونَ هَذِه؟ "، قَالُوا: السَّحَابُ، قَالَ:"والمُزْنُ"، قَالُوا: والمُزْنُ، قَالَ:"والعَنَانُ"، قَالُوا: والعَنَانُ، قَالَ:"هَلْ تَدرَونَ مَا بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ؟ "، قَالُوا: لا نَدرِي، قَالَ:"إنَّ بُعْدَ مَا بينَهُما إِمَّا واحِدَةٌ وإِمَّا اثنَتانِ أو ثَلَاثٌ وسَبْعُونَ سَنةً، والسَّماءُ الَّتي فَوْقَها كَذلِكَ، حتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاواتٍ، ثُمَّ فَوْقَ السَّماءِ السَّابعَةِ بحرٌ بَيْنَ أَعْلاهُ وأَسْفلِهِ كَمَا بَينَ سَماءٍ إلى سَماءٍ، ثُمَّ فوقَ ذَلِكَ ثَمَانِيةُ أوْ عَالٍ بَيْنَ أَظْلافِهنَّ ورُكَبهنَّ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إلى سَمَاءٍ، ثُمَّ عَلَى ظُهورِهِنَّ العَرْشُ بَينَ أَسْفلِهِ وأَعلاهُ مَا بَينَ سَماءٍ إلى سماءٍ، ثُمَّ الله فَوْقَ ذَلِكَ".
قوله:"ما تُسمُّون هذه؟ قالوا: السَّحاب"، (ما) للاستفهام بمعنى التقرير، و (هذه) إشارة إلى السحابة، و (ما) مفعولٌ مقدَّم، و (هذه) مفعولُه الثاني، تقديره؛ أيُّ شيءٍ تسمون هذه؟، و (السَّحَابُ) خبرُ مبتدأ محذوفٍ تقديرُه: هي السحاب، وكذلك (المُزْن) و (العَنان)، إن روي بالرفع، وإن روي بالنصب فهو مفعولُ فِعْلٍ مقدَّر، تقديرُه: نُسمِّيها السحابَ.
"المُزْن": السحابُ الأبيضُ، واحدُه مُزْنَةٌ، و"العَنَان": السَّحَاب، وإنما سُمِّي عَنَانًا؛ لأنه عَنَّ في السماء؛ أي: ظَهر.
قوله:"إنَّ بُعْدَ ما بينهما إمَّا واحدةٌ وإمَّا اثنتان أو ثلاثٌ وسبعون سنةً"، الضمير في (بينهما) يعود إلى السماء والأرض؛ يعني: بُعْدُ ما بين السماء والأرض إمَّا واحدةٌ وسبعون سنةً، أو اثنتان وسبعونَ، أو ثلاثٌ وسبعون سنةً، وكذا السماء التي فوق السماء الدنيا إلى السماء السابعة.
قوله: "ثم فوقَ السماءَ السابعةِ بحرٌ بينَ أعلاه وأسفلِه كما بينَ سماءٍ إلى