قوله: "ثم فوقَ ذلك ثمانيةُ أوعالٍ بين أَظْلَافِهِنَّ وورِكِهِنَّ مثلُ ما بين سماءٍ إلى سماء ... " إلى آخره، (الأَوْعالُ): جمع وَعْل، وهو العنزُ الوحشيُّ، و (الأَظْلاف): جمع ظِلْفٌ، وهو للبقرة والشاة، والظِّلْفُ بمثابة الحافرِ للدَّابة، والوَرِكُ ما فوقَ الفَخِذ.
وذلك إشارة إلى البحر؛ يعني فوق ذلك البحر ثمانيةُ أملاك، وهم الذين يحملون العَرْش، الضمير في "أسفله وأعلاه" يعود إلى العرش.
قوله: "ثم الله فوق ذلك"، (ذلك) إشارة إلى العَرْش؛ يعني: الله سبحانه فوق العرش عُلُوًّا بالشأن لا بالمكان، تعالى عما يقول الجاهلون.
* * *
٤٤٥٥ - عَنْ جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ قَالَ: أَتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْرابيٌّ فَقَال: جُهِدَتْ الأنفُسُ وجَاعَ العِيالُ، ونُهِكَتْ الأَمْوالُ، وهَلكَت الأَنْعامُ، فاسْتَسْقِ الله لَنَا، فإنَّا نستَشْفِعُ بِكَ عَلَى الله، ونستَشْفِعُ بالله عَلَيْكَ، فَقَال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "سُبحَانَ الله، سُبحانَ الله"، فَمَا زَالَ يُسبحُ حتَّى عُرِفَ ذلكَ في وُجوهِ أَصْحَابهِ، ثُمَّ قَالَ: "وَيْحَكَ! إنَّهُ لا يُستَشْفَعُ بالله علَى أَحَدٍ، شَأنُ الله أَعْظَمُ مِنْ ذلكَ، ويْحَكَ! أَتَدْرِي مَا الله؟ إنَّ عَرْشَهُ علَى سَمَاواتِهِ لَهَكَذا - وقَالَ بأَصابعِهِ مِثْلَ القُبَّةِ عليهِ -، وإنَّه لَيَئِطُّ بهِ أطِيطَ الرَّحْلِ بالرَّاكِبِ".