للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَاتِقِهِ مَسِيْرةُ سَبْعِ مِئَةِ عَامٍ".

قوله: "أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن مَلَكٍ"، الحديث، يقال: أُذِنَ له في الشيء ففعله إذنًا.

"الحَمَلَةُ"؛ جمع حامل.

"شَحْمَة الأُذُن"، مُعَلَّقُ القُرْط؛ يعني: ما لان من الأذن.

"العاتق"، موضعُ الرداء من الكَتِف، يذكَّرُ ويؤنَّث، ذكره في "منتخب الصحاح".

يعني: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صرت مأذونًا مِن حضرته تعالى وتقدَّس أن أخبرَ أمتي عن كيفية عِظَمِ جُثَّةِ مَلَكٍ من الملائكة الذين يحمِلُون العرش، فقال: "ما بينَ شحمة أذنيه إلى كتفيه مقدارُ سبع مئة سنة"، فقدرتُه تعالى لا تتقاصر من خلق جثته، وأعظم من هذا، فإنه على كل شيء قدير.

* * *

٤٤٥٧ - عَنْ زُرَارَةَ بن أَوْفَى - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِجبْريلَ عليه السلام: "هل رَأَيتَ ربَّك؟ فانتفضَ جِبْريلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ! إنَّ بَيني وبيْنَهُ سَبْعِيْنَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ لَو دنَوْتُ منْ بَعْضها لَاحْتَرَقْتُ.

قوله: "فانتفضَ جبريلُ"، الحديث.

(انتفضَ): إذا تحرَّكَ؛ أي: ارتعدَ شديدًا من عظمة ذلك السؤال.

"الدنو": القرب، و"الحجاب": عبارةٌ عن كمال الله سبحانه وتعالى ونقصانِ جبريل، من حيث إن الله سبحانه وتعالى قديمٌ أزليٌّ أبديٌّ، وهو مخلوقٌ موسومٌ بسمة الحدوث، فالحجاب من طرف جبريلَ عليه السلام.

وقول جبريل: "لو دنوتُ من بعضها لاحترقت"؛ يعني: لو تجاوزتُ على

<<  <  ج: ص:  >  >>