للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "مَثَلي ومثلُ الأنبياءِ كمَثَلِ قَصْرٍ أُحْسِنَ بنيانُه"، الحديث.

(القَصْرُ): واحد القصور، وهو دارٌ رفيعةٌ، عاليةُ البنيان، جمع بناء، و (اللَّبنة): واحدة اللَّبن، وهو ما يُبنى به البيوت.

"طاف" طوفًا وطَوَفانًا: إذا دار حولَ الشيء.

"النُّظَّار": جمع ناظر [مثل] الكتَّابُ جمع كاتب.

"سَدَدْتُ"؛ أي: أَصْلَحْتُ الخَلَل؛ يعني: مَثَلِي في تبليغ الرسالة إلى الكافَّةِ ومَثَلُ سائر الأنبياء صلوات الله عليهم في تبليغ رسالتهم إلى أممهم كمَثَل قَصْرٍ، قَوِيَ أساسُه وكامِلُ بنيانِه، سوى مقدارِ لَبنةٍ، فإنه قد بقيَ من بنيانه قَدْرُ ذلك، بحيث إنه مَن دخلَ فيه مثلًا، ونظر إليه، فقد أعجَبه حسنُه، إلا مقدارَ تلك اللَّبنة المستعمَرة، فسدَدْتُ تلك الفُرْجَة، وأصلَحْتُها، وذلك كناية عن نبوتي ورسالتي على الكافة، التي هي الخاتمة لبنيان دارِ النبوة، والرافعة لأداء الرسالة.

* * *

٤٤٦٩ - وقَالَ: "مَا مِنَ الأنبياءِ مِنْ نبيٍّ إِلَّا قدْ أُعطِيَ مِنَ الآياتِ مَا مِثْلُهُ آمنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وإنَّما كانَ الَّذِى أُوتيْتُ وَحْيًا أَوْحَى الله إليَّ، فأرجُو أنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابعًا يَوْمَ القِيامةِ".

قوله: "ما من الأنبياء من نبيٍّ إلا قد أُعطيَ من الآيات"، الحديث.

(من) في (من نبي) زائدة، لأنها تزادُ بعد النفي إجماعًا، و (من) في (الأنبياء) و (من) في (من الآيات) للبيان لِمَا مثَّلَهُ، وهي ها هنا بمعنى المعجزات، واحدتُها آيةٌ.

و (ما) في "ما مِثْلُه" موصولٌ، و (مِثْلُه) مبتدأ، و"آمن" خبره، والموصولُ مع صلته المفعولُ الثاني لـ (أعْطِيَ)؛ يعني: ما كان نبيٌّ من الأنبياء إلا أنَّ الله

<<  <  ج: ص:  >  >>