ويروى: (فغتَّني)، ومعناه الغط أيضًا.
قال الإمام التوربشتي: وفي بعض الروايات: (فخنقني)، وفي بعضها: (فسأبني).
قال في "الصحاح": سأبت الرجلَ سأبًا: إذا خنقته حتى يموت، وغطَّه في الماء يغطُّه غطًا: مَقَله وغوَّصه فيه.
قال الحافظ أبو موسى: إنما قال: (غطه)؛ ليختبره هل يقول من تلقاء نفسه شيئًا إذا اضطر؟.
وقال الإمام التوربشتي في "شرحه": (الجَهدُ) بفتح الجيم وضمها، وبرفع الدال ونصبها، مروي، والأحسن: ضم الجيم ورفع الدال، معناه: بلغ مني الطاقة.
وقال: نصب الدال وَهْمٌ من الراوي، أو تجويزٌ من طريق الاحتمال؛ لأنه إذا نُصب معناه: غطه حتى بلغ الطاقة في ضغطه بحيث لم يبق فيه مزيد.
تقدير الكلام: بلغت المنتهى في الجهد، يقال: بلغت الجهدَ، وبلغني الجهدُ، قال تعالى: {بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} [آل عمران: ٤٠]، وقال: {بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: ٨].
و (الجُهد) بضم الجيم: الطاقة، وبفتحها: النَّصَب والشدة؛ أي: بلغ الجهد مني أقصى المنتهى.
وهذا القول غير مستقيم؛ لأن البشر لا يقاوم الملك في القوة، لا سيما في أول الأمر؛ لأن النفس نفور عما لم تره، ومنذعرة منه؛ أي: خائفة.
قال في "شرح السنة": "يرجف فؤاده"؛ أي: يخفق، والرجفة: شدة الحركة.
"زملوني" معناه: دثَّروني، وتزمَّل الرجل بالثوب؛ اشتمل به، وجه طلبه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute