الرواية، وأجراها بعضهم على الاتساع، فرأى أنه أنزل العائل منزلة المعدوم مبالغة في العجز، كقولك للبخيل، والجبان: ليس بشيء.
وعليه قول المتنبي:
إذا رأى غير شيء ظنه رجلًا
وعلى مثل هذا يُحمل قول ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلل اللغو. أي: لا يلغو رأسًا، قال الله تعالى:{فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: ٨٨]؛ أي: لا يؤمنون لا قليلًا ولا كثيرًا، وإنما ذكرت لفظ (الكسب) أرادت: إنك لا تزال تسعى في طلب عاجز تنعشه، كما يسعى غيرك في طلب مال يُعينه، هذا كله لفظ الإمام.
يعني: الكسب هو الاستفادة، فكما أن غيرك يرغب أن يستفيد مالًا، فأنت ترغب أن تستفيد عاجزًا تعينه، وتجبر حاله.
فإن قيل: الإنسان يكسب مالًا لنفسه، والشخص لا يُكسب، بل المكسوب الذي هو المال.
قيل: فيه وجهان: أحدهما: أنك تبذل المال وتأخذ الثواب، فيكون على حذف المضاف، أو المعدوم إذا أعطيته شيئًا انقاد لك وتبعك، فكأنه صار مكسوبًا لك كالعبد المكسوب.
قيل: معنى قولها: "وتعين على نوائب الحق": تُعين مَن يصيبه الله تعالى بنوائبه من الفقر والقحط والخوف العظيم وغير ذلك، فأنت تدفعها عنهم، وتعينهم على دفع ذلك.
قول ورقة:"هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى" الحديث.
قيل: أهل الكتاب يسمُّون جبريل: الناموس، وهو المراد في الحديث.