قال في "شرح السنة": (الناموس): صاحب سر الرجل، الذي يطلعه على باطن أمره، ويخصُّه بما يستره عن غيره، يقال: نَمَس الرجل يَنْمِسُ نَمْسًا، وقد نامستُه مُنامسةً: إذا ساررته، فالناموس: صاحب سرِّ الخير، والجاسوس: صاحب سر الشر.
وقوله:"يا ليتني فيها جَذَعًا"؛ أي: شابًا، والأصل في الجَذَع: سنُّ الدواب، وفي حديث علي - رضي الله عنه -: "ثم أسلمت وأنا جَذَعةٌ" أراد: وأنا جَذَعٌ؛ أي: حَدَثٌ في السن، فزاد في آخره هاءً توكيدًا.
ونُصب (جذعًا) لأن معناه: يا ليتني كثت جَذَعًا، والتأنيث في قوله:(فيها) لإضمار النبوة والدعوة أو الدولة، يقول: يا ليتني كنت شابًا وقت دعوتك ونبوتك.
"أنصرْكَ نصرًا مؤزرًا"؛ أي: بالغًا، وآزَر فلانٌ فلانًا: إذا عاونه على أمره، قوله تعالى:{فَآزَرَهُ}[الفتح: ٢٩]؛ أي: قوَّاه، والأَزْر: القوة، قوله تعالى:{اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي}[طه: ٣١]؛ أي: قوِّ به ظهري، هذا كله منقول من "شرح السنة".
النحو يقتضي أن يكون نصب (جذعًا) على الحال؛ لأن حذف (كان) وإبقاءَ خبره لا يجوز إلا عند القرينة، كما ورد: إنْ خيرًا فخير؛ لأن (إنْ) حرفُ شرطٍ، وهو من قرائن الفعل، فجاز معه دون غيره، فما قرِّر قد فُهم من نصين مختلفين لسيبويه.
قال في موضع: لا يجوز حذف (كان) وإبقاء خبره، قال: لو قلت: عبدَ الله المقتولَ، على تقدير: كن؛ لم يجز؛ لضعف (كان).
وقال في موضع: يجوز حذفه.
ففُهم من اختلاف نصيه: أنه لا يجوز إلا مع القرينة، فتقدير الكلام: