للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "قال بعضهم: إنه نائم"؛ يعني: قال بعضهم: لا يفيد ضربُ المَثَل في هذه الساعة؛ لأنه نائمٌ، والنائمُ لا يَفهَم ولا يَعلَم ما يقولون، وقال بعضهم: هو تنام عينُه ولا ينامُ قلبُه، فإذا كان كذلك يَفهَم ويَعلَم ما يقولون.

(اليقظان): نعت مذكر، من يَقِظَ - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - يقظانًا، وهو ضد نام.

"المَأدُبة" بضم الدال: الطعام الذي يُصنعَ للأضياف.

قوله: "وبعث داعيًا"؛ يعني: أَرسلَ باني الدار أحدًا يدعو الناسَ إلى تلك الدارِ والمأدُبةِ التي صنعَ فيها.

قوله: "فقالوا: أَوَّلُوها له يَفْقَهْها"، (فقالوا)؛ أي: فقال بعضُهم لبعضٍ (أَوَّلُوها)؛ أي: فَسَّروا هذه الحكايةَ أو هذه الدارَ والمأدُبةَ، (التأويل): التفسير، (له)؛ أي: لمحمد عليه السلام.

(يفقهها) أصله: يَفْقَهْ بسكون الهاء؛ لأنه مجزوم بجواب الأمر، وهو من فَقِهَ - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - فقهًا: إذا أَدرَكَ وفَهِمَ شيئًا، فأُدغمت هاء يفقه في الهاء التي بعدها؛ لأن كلَّ حرفَين متماثلَين أولهما ساكنٌ فإدغامُ الأول في الثاني لازمٌ.

قوله: "قال بعضهم: إنه نائم"؛ يعني: قال بعض الملائكة: إنه نائمٌ، وإذا كان نائمًا كيف يفقه ما نقول من تفسير المَثَل؟ وقال بعضهم: يفقه؛ لأن قلبَه ليس بنائمٍ.

قوله: قولهم: "فالدارُ الجنةُ، والداعي محمَّدٌ" رسول الله، ذَكَرَ في المَثَل أربعةَ أشياءَ: أحدها الدار، والثاني بانيها، والثالث المأدبة، والرابع الداعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>