وغير ذلك، الضَّمير في (عليه) يعود إلى قوله: (مكانًا).
قوله:"وأنا أنفُضُ ما حَوْلَكَ"؛ أي: أَحفَظُ ما حَوْلَكَ، وأحرسُكَ من الأعداء؛ يعني: أكونُ طليعة، أرقبُ العدو والخوف، وأتحسسُ الأخبار من كل وجه.
قال في "الصحاح": نَفَضْتُ المكانَ واسْتَنْفَضْتُهُ وتَنَفَّضْتُهُ؛ أي: أبصرتُ جميعَ ما فيه، و (النَّفَضَةُ) بالتحريك: الجماعةُ يُبعثون في الأرض؛ لينظروا هل فيها عدوٌّ أو خوفٌ.
قوله:"فحلبَ في قَعْبٍ كُثْبَةً": (القَعْبُ) بفتح القاف: قَدَحٌ من خَشَبٍ مُقَعَّرٌ، و (الكُثْبَةُ) من اللبن: قَدْرُ حَلبة، وقال أبو زيد: مِلءُ القَدَحُ من اللبن، والجمع: كُثُب، ذكره في "الصحاح".
(الإِدَاوَة): المِطْهَرَة.
قوله:"يرتوي فيها"، (ارتوَى ورَوِي) بالكسر: إذا انكسرَ عطشُهُ بشرْبِ الماء، والضمير في (فيها) يعود إلى (الإِدَاوة).
قوله:"فوافَقْتُهُ حتى اسْتَيقظَ": قال الإمام التوربشتي في "شرحه": اختلف رواة (كتاب البخاري) في هذين اللفظين؛ أعني: (فوافقته حتى استيقظ، فمنهم مَن يرويه:"فوافقتُهُ حين" - بتقديم الفاء على القاف -، و (حين) التي هي للظرف، والمعنى: وافقَ إتياني إياه حين استيقظ، وكذلك وجدناه فيما يُعتد به من نُسَخِ البخاري.
ومما يشهدُ لهذه الرواية بالصِّحة ما رُوي في بعضِ طُرق هذا الحديث من "كتاب مسلم": "فوافقتُهُ وقد استيقظ".
ومنهم مَنْ يرويه على ما ذكرنا، في تقديم الفاء مع حرف (حتى)؛ أي: وافقته فيما هو اختاره من النوم.