للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "الله أكبر! أشهد أني عبد الله ورسوله"، (الله أكبر): كلامٌ يقال عند الفرح؛ يعني: فرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما ظهرَ صدقُهُ، فقال: (الله أكبر ...) إلى آخره.

قوله: "إن الله ليؤيدُ هذا الدين بالرجل الفاجر"، أيَّد يؤيد تأييدًا: إذا قوَّى؛ يعني: أن الله سبحانه ليقوي هذا الدين - يعني: الدين المحمدي - وينصره بالرجل الفاسق والكافر، كما هو في زماننا.

حاصله: ينصره بكلِّ أحدٍ؛ ليقوي إظهاره، ولئلا ينقطعَ إلى ارتفاع التكليف.

* * *

٤٦٠٨ - عَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْها قَالَتْ: سُحِرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إليهِ أَنَّهُ فَعَلَ الشَّيءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى كَانَ ذَاتَ يَومٍ عندِي، دَعا الله ودَعاهُ، ثُمَّ قال: "أشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ! أنَّ الله قَدْ أَفتانِي فِيْمَا استفتَيْتُهُ، جَاءَنِي رَجُلانِ، جَلَسَ أحدُهُما عندَ رأْسِي والآخرُ عِندَ رِجْلِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُما لِصَاحبهِ: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبوبٌ، قَالَ: ومَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبيدُ بن الأَعْصَمِ اليَهُودِيُّ، قَالَ: فِيْ ماذا؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قال: فَأَينَ هوَ؟ قَالَ: في بِئْرِ ذَرْوانَ"، فَذَهَبَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في أُناسٍ مِنْ أَصْحَابه إلى البئْرِ فَقَال: "هذِهِ البئْرُ الَّتي أُريتُها، وكأَنَّ مَاءَها نقُاعَةُ الحِنَّاءِ، وكأَنَّ نَخْلَها رُؤُوسُ الشَّياطِينِ"، فاستخرجَهُ.

قوله: "سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إنه ليخيَّلُ إليه أنه فعلَ الشيءَ وما فعله"؛ يعني: سحرَهُ لبيدُ الأعصم اليهودي، فغلب عليه النسيانُ، بحيث إنه اشتبهَ عليه من حيث النسيان: أنه فعل الشيء الفلاني وما فعله، أو ما فعل الشيء الفلاني وقد فعله.

<<  <  ج: ص:  >  >>