قوله:"اللهمَّ أَذَقْتَ أولَ قريش نَكالاً فاذِقْ آخِرَهم نَوَالاً"، قال في "الغريبين": النَّكال: العقوبة التي تُنَكَّلُ الناسَ عن فعل ما جعلت له جزاء، قيل: أراد به القَحْط والغلاء.
النَّوال والنَّول: العطاء.
* * *
٤٦٨٨ - وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَزْدُ أَزْدُ الله في الأَرْضِ، يُريدُ النَّاسُ أنْ يَضَعُوهم ويَأْبَى الله إلَّا أنْ يرفَعَهم، ولَيَأتينَّ على النَّاسِ زَمانٌ يَقُولُ الرَّجلُ: يَا لَيْتَ أَبي كانَ أَزْدِيًا، ويا ليتَ أمي كانَت أَزْدِيَّةً"، غريب.
قوله:"الأزْدُ أزدُ الله في الأرض"؛ أي: أهلُ نصرته وحفظِه.
* * *
٤٦٩٠ - عَنِ ابن عُمَرَ - رضي الله عنه -: عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"في ثَقِيفٍ كذَّابٌ ومُبيرٌ"، قيل: الكَذابُ هو المُختَارُ بن أبي عُبيدٍ، والمُبيرُ هُوَ الحَجَّاج بن يُوْسُفَ، قَالَ هِشامُ بن حَسَّانَ: أَحْصَوْا ما قتلَ الحَجَّاجُ صَبْرًا فبلَغَ مئةَ ألفٍ وعِشْرينَ ألفًا.
قوله:"في ثقيف كَذَّابٌ ومُبيرٌ"، قيل: قد أشارت إليهما أسماءُ بنت أبي بكر أمُّ عبدِ الله بن الزبير - رضي الله عنهم - في حديثها، وأرادت بالكذَّاب: المُختار بن أبي عُبيد ابن مسعود الثقفي، أبوه من أَجِلَّة الصحابة، أمَّرَه عمرُ أميرُ المؤمنين - رضي الله عنه - على جيش، وإليه ينسب يوم جبر، وقد استشهد يومئذٍ، إلا أن ابنه المسمى بالمختار كان متدلَّسًا مَكَّارًا، وكان يطلب الدُّنيا بالدِّين.
فقيل: شَهِد بسوء سيرته، وكثرةِ مَكْره عليه كثيرٌ من علماء التابعين؛ مثل الشعبي وسُويد وغيرهما، وكان يتنقَّص عليًا - رضي الله عنه -، وذلك قد عُرف منه، وكان يدَّعي محبَّته، وقد أفسد على قوم من الشيعة عقائدَهم، بحيث كانوا ينسبون إليه