قوله:"أتَهبننِي ولا تَهَبن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -"، قال في "شرح السنة"، (تهبنني) من قولهم: هِبْتُ الرَّجُلَ: إذا وقَّرتُه وعظَّمتُه، يقال: هَبِ النَّاسِ يَهَابُوك؛ أي: وقِّرهم يُوقَّروك.
وفيه دليل على صلابته وقوته في الدين، وغَلَبته على عدو الله سبحانه، حتَى يَفِرَّ من الفَجِّ الذي كان يسلكه.
* * *
٤٧٢٦ - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: قالَ النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فإذا أنا بالرُّمَيْصَاء، امرأةِ أبي طَلْحَةَ - وسَمِعْتُ خَشْفَةً، فقلتُ: مَن هذا؟ فقالَ: هذا بلالٌ، ورأيتُ قَصْرًا بفِنَائهِ جاريةٌ فقلتُ: لِمَنْ هذا؟ فقال: لعُمَرَ، فأردْتُ أنْ أدخُلَهَ فانظرَ إليه فذكرتُ غيرتَكَ"، فقال عُمَرُ - رضي الله عنه -: بِأَبي وأُمِّي يا رسولَ الله! أعليكَ أغارُ؟
قوله:"فإذا أنا بالرُّمَيصاء"، (الرميصاء): امرأة أبي طلحة.
الرَّمَصُ: وَسَخٌ يجتمع في المُوق، فإن جَمَد فهو رَمَصٌ، وإن سال فهو غَمَصٌ، والرجل أَرْمص، والمرأة رَمْصاء، والتصغير رُمَيصاء.
قوله:"وسمعتُ خَشْفَة"، قال في "شرح السنة": الخشفة: الحركة، ومعناها ها هنا: ما يسمع من وَقعْ القدم - الوقع: التأثير -؛ يعني: صوت قَرْعِ النعل.
قوله:"بأبي وأمِّي يا رسولَ الله! أعليكَ أَغَارُ"، الباء في (بأبي) للتعدية،