تقدير الكلام: تُفْدَى بأبي وأمي (أنت) مبتدأ، و (بأبي) خبره.
* * *
٤٧٢٩ - عن أبي هُرَيرةَ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:"بَيْنا أنا نائمٌ رأيتُني على قَلِيبٍ عليها دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ منها ما شَاءَ الله، ثُمَّ أخذَها ابن أبي قُحَافةَ فَنَزَعَ بها ذَنُوبًا أو ذَنُوبينِ، وفي نَزْعِه ضَعْفٌ والله يغفِرُ لهُ ضعْفَه، ثُمَّ استَحالَتْ غَرْبًا، فأخذَها ابن الخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقريًا مِن النَّاسِ يَنزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حتى ضَرَبَ النَّاسُ بعَطَنٍ".
قوله:"بينا أنا نائمٌ رأيتُني على قَليب عليها دَلْوٌ"، (القليب): البئر قبل أن تُطْوى، تُذكَّر وتؤنَّث، وضدها الطَّويّ، وهي المَطْوية بالحجارة أو الآجُر.
قوله:"ثم أخذها ابن أبي قُحافة فنزع بها ذَنُوبًا أو ذنوبين، وفي نَزْعه ضَعْفٌ"، يريد بـ (ابن أبي قحافة): أبا بكر، (الذَّنوب) - بفتح الذال -: الدَّلو المَلأى ماء.
قال في "شرح السنة": (وفي نَزْعه ضعف)، لم يُرِدْ به نسبةَ النقصِ والتقصير إلى الصِّدِّيق في القيام بالأمر، فإنه جَدَّ بالأمر، وتحمَّلَ من أَعْباء الخلافة - أي: مشقَّاتها - ما كانت الأمة تعجَزُ عن تحمُّلها.
فلذلك قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: توفي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -, وارتَّدتِ العربُ، واشْرَأَبَّ النفاقُ، ونزل بأبي ما لو نَزَلَ بالجبال الرَّاسيات لَهَاضها - كسرها -.
قال عمر في أبي بكر - رضي الله عنهما -: لقد أَتْعبَ مَنْ بعده = بل ذلك إشارة إلى أنَّ الفتوح كانت في زمن عمر أكثرَ مما كانت في زمن الصدِّيق، لِقِصَر مدة أيام ولاية الصديق، فإنه لم يَعِشْ في الخلافة أكثرَ من سنتين وشيء، وامتدَّت ولايةُ