للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر - رضي الله عنه - عشرَ سنين.

وقيل: (الذَّنوبان) إشارة إلى خلافته سنتين وأيامًا.

قوله: "والله يغفر له ضعفَه"؛ أي: ضعفَ زمان خلافته، وذلك ما حدث في زمانه من ارتداد قوم، واتِّباعِهم مسيلمةَ الكذَّاب، وإنكار قوم الزكاة، وغير ذلك من أعباء الخلافة، أو المراد بالضعف: قصر مدة خلافته كما ذُكر قَبْلُ.

فإذا كان كذلك فالضعف في المباشَر فيه الذي هو الزمانُ، لا في المباشِر الذي هو الصدِّيقُ، لكنه نَسبَهُ إليه إطلاقًا لاسم المَحَلِّ على الحال، وذلك مجاز سائغ في كلام العرب.

قوله: "ثم استحالَتْ غَرْبًا": ثم انقلبت الذَّنوبُ غربًا، و (الغرب): الدَّلو العظيمة، فإذا فُتِحت الراء؛ فهو الماء السائل بين البئر والحوض، وأراد: أن عمر لمَّا أخذ الدلو عَظُمت في يده، ذكره في "شرح السنة". يعني: قَوِيَ الدينُ في زمانه، واتَّسعت عَرْصَتُه بفتح البلاد وانقياد أهلها له طَوعًا وكَرْهًا.

* * *

٤٧٣٠ - ورواهُ ابن عُمَرَ، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ثُمَّ أخذَها ابن الخَطَّابِ مِن يَدِ أبي بَكْرٍ فاستحالَتْ في يدِه غرْبًا، فلم أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفرِي فَرْيَهُ، حتى رَوِي النَّاسُ وضَرَبوا بعَطَنٍ".

قوله: "فلم أرَ عَبْقريًا يَفْرِي فَرِيَّه"، قال في "شرح السنة"؛ أي: يَعمل عملَه، ويَقْوى قوَّتَه، ويقطع قطْعَه، يقال: تركته يَفْري الفَري: إذا عمل عملًا فأجاد، وهذا كله إشارة إلى ما أكرم الله به عمر - رضي الله عنه - من امتداد مدة خلافته، ثم القيام فيها بإعزاز الإسلام، وحفظِ حدوده، وتقوية أهله.

و (العبقري) يُوصف به كل شيء يبلغُ النهايةَ في معناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>