قوله: "إنِّي أُعطي رجالًا حَدِيثي عهدٍ بكفرٍ أتألَّفُهم"؛ يعني: أُعطي رجالًا قريبي العهدِ إلى الإسلام، ليكون ذلك مُوجبًا لإلْفَتهم على الإسلام، يقال: فلان تألَّفته على الإسلام بإعطائه المال، ومنه: المؤلَّفة قلوبُهم.
* * *
٤٨٧٧ - وقالَ: "لولا الهِجْرَةُ لكُنْتُ امْرَأً مِن الأَنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا أو شِعْبًا وسَلَكَتِ الأَنْصارُ وادِيًا أو شِعْبًا لَسَلَكْتُ وادِيَ الأَنْصارِ وشِعْبَها، الأَنْصارُ شِعَارٌ والنَّاسُ دِثَارٌ، إنَّكم سَتَرَوْنَ بعدي أَثَرَةً فاصبرُوا حتَّى تَلْقَوْني على الحَوْضِ".
قوله: "لولا الهِجْرةُ لكنتُ امرأً مِنَ الأنصار"، المراد منه: إكرام الأنصار؛ يعني: لا رُتبةَ بعد الهجرة أعلى مَنْصِبًا من النصرة.
قال في "شرح السنة": ليس المراد منه الانتقال عن النَّسب الوِلادي؛ لأنه حرام، مع أن نسَبه - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ الأنساب وأكرمُها، بل المراد منه النسب البلادي، معناه: ولولا أنَّ الهجرة أمرٌ كانت بسبب الدين، ونسبتها دينية، لا يسَعُني تركُها؛ لأنها عبادةٌ كنت مأمورًا بها؛ لانتسبت إلى داركم ولانقلبت عن هذا الاسم إليكم.
قيل: إن الأنصار وإن شُرِّفوا بالنُّصرة والإِيواء لكن لا يبلغون درجةَ المهاجرين السابقين، كيف والأنصار يُقيمون في مواطنهم، وهم قد أُخرجوا من