قوله:"كيف بك"؛ أي: كيف بك الحال والأمراء "يميتون"؛ أي: يؤخِّرون الصلاة إلى آخر الوقت؛ يعني: إذا رأيت أئمةً يؤخِّرون الصلاة كيف تفعل، هل توافقهم في تأخير الصلاة أم تصلِّيها في أول الوقت؟.
وإنما ذكر الأمراء؛ لأن الأمراء في ذلك الزمان كانوا يخطبون ويؤمون الناس.
"صل الصلاة لوقتها"؛ أي: صلِّ الصلاة في أول الوقت، ولا تؤخِّرها، فإذا أدركْتَهم يصلون فصلِّ معهم مرة أخرى، وهذا دليلٌ على أن الصلاة في أول الوقت أفضل، ولا يستحب ترك فضيلة أول الوقت لأجل إمام يؤخِّر الصلاة.
وهذا دليلٌ أيضًا على أن الأفضل لمَن صلَّى منفردًا أن يصلِّي بالجماعة مرةً أخرى، وينوي تلك الصلاةَ بالنفل.
* * *
٤١٨ - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أدركَ ركعةً مِنَ الصُّبْحِ قبلَ أنْ تطلُعَ الشَّمْسُ فقدْ أدركَ الصُّبْحَ، ومَنْ أدركَ ركعةً مِنَ العَصْرِ قبلَ أنْ تغرُبَ الشَّمْسُ فقدْ أدركَ العَصْر".
قوله:"من أدرك ركعة من الصبح ... " إلى آخره.
معناه ظاهر، والبحث فيه أن الأئمة اختلفوا في أنَّ مَن صلى صلاةً وقع بعضها في الوقت، وبعضها خارج الوقت.
ففي قول: يكون جميعها أداءً، وفي قول: يكون جميعها قضاءً، وفي قول: القَدْرُ الواقع في الوقت أداء، والقَدْرُ الخارج قضاء.
فمَن قال: جميعها قضاء، أو: القَدْرُ الخارج قضاء، لا يجوز أن يؤخِّر الرجل صلاته بغير عذرٍ إلى هذا الحد.