قوله:"يصلي ثم ينام"؛ يعني: يصلي منفردًا، ثم ينام، ولا ينتظر الإمام.
* * *
٤٨٨ - وقال جابر: أرادَ بنو سَلِمَةَ أَنْ يَنتقِلُوا إلى قُرْب المسجدِ، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا بني سَلِمَةَ! دِيارَكُمْ، تُكْتَبْ آثارُكُمْ، دِيارَكُمْ، تُكْتَبْ آثارُكم".
قوله:"أراد بنو سَلِمة" بكسر اللام: قبيلة من الأنصار، وكان بين دورهم وبين مسجدِ رسول الله - عليه السلام - مسافةٌ بعيدة، يلحقهم تعب في سواد الليل في المشي إلى المسجد، فأرادوا أن يتركوا دورهم، ويتخذوا دورًا أخر بقرب المسجد، فقال لهم رسول الله عليه السلام:"بني سلمة! "؛ أي: يا بني سلمة! "ديارَكم"؛ أي: الزموا دياركم، فلا تنتقلوا عنها، "تكتب" بجزم الباء على جواب الأمر المقدر؛ أي: حتى يكتب أجرُ "آثاركم"؛ أي: أقدامكم؛ يعني: لكل خطوة درجة في المشي إلى المسجد، فما كان الخطا أكثرَ يكون الأجرُ أكثرَ.
* * *
٤٨٩ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبعةٌ يُظلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلَّهُ: إمامٌ عادلٌ، وشابٌ نشأَ في عِبادَةِ الله تعالى، ورجُلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ بالمَسجِدِ إذا خَرَجَ مِنْهُ حتَّى يَعودَ إليه، ورجُلَانِ تحابَّا في الله اجتَمَعَا عليهِ، وتَفرَّقا عليه، ورجُل ذكرَ الله خالِيًا ففاضَتْ عَيْنَاهُ، ورجُل دَعَتْهُ امرأَةٌ ذاتُ حَسَبٍ وجَمالٍ فقال: إنَّي أَخافُ الله، ورجُلٌ تصَدَّقَ بصدَقَةٍ فأخْفاهَا حتَّى لا تعلمَ شِمالُهُ ما تُنْفِقُ يمينُهُ".
قوله:"يظلهم الله"، أظل يظل: إذا أوقف أحدًا في الظل، وجعل الظلَّ على رأسه.