كيف أنت؟ أو يقول له: أبشر بكذا، أو لا تخف ولا تحزن، وما أشبه ذلك؛ يعني به النبي عليه السلام: أن الله تعالى تلطَّفَ وفتحَ عليَّ باب العلم والرحمة.
قوله:"فوجدت بردَها بين ثديي"، (البرد): الراحة؛ يعني: فوجدت راحة لفظه تعالى في قلبي، والضمير في (بردها) راجع إلى الكف، وأراد بقوله:(بين ثديي): قلبه أو صدره.
قوله:"فعلمت ما في السماء والأرض": اعلم أنه علمَ ما أعلمه الله تعالى مما في السماء والأرض لا جميعَ الأشياء؛ لأنه لم يعلم عددَ جميع الملائكة وجميع الأشجار وعدد الرمل وغير ذلك من المخلوقات وأحوالهم، بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى.
قوله:"ثم تلا"؛ أي: تلا رسول الله عليه السلام: " {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ} "؛ أي: وكما نريك يا محمد أحكام الدين وعجائب ما في السماء والأرض نري إبراهيم.
هذا اللفظ مضارع، ومعناه الماضي؛ أي: أرينا إبراهيم.
"ملكوت السماوات والأرض"؛ أي: خلق السماوات والأرض.
قال مجاهد: ظهرت له السماوات إلى العرش حتى نظر إليها، وظهرت له الأرضون حتى نظر إليها.
"وليكون من الموقنين"، الواو عطف على مقدر؛ أي: ليحتجَّ به [على] قومه، وليكون من الموقنين في أن لا إلهَ غيري.
(الملكوت): بمعنى الملك العظيم.
سورة الأنعام نزلت بمكة، وهذه الرؤيا كانت بالمدينة، وغرضُ النبي - عليه السلام - من تلاوة هذه الآية: أن الله فتح لي حتى علمتُ ما في السماوات والأرض كما أُرِي إبراهيمُ ملكوتَ السماوات والأرض.