٥١٣ - عن أبي أُمامة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ثلاثةٌ كُلهُمْ ضامِنٌ على الله: رَجُلٌ خرجَ غازِيًا في سبيل الله، فهو ضامِنٌ على الله حتَّى يَتوفَّاهُ فيُدْخِلَهُ الجنَّةَ أو يَرُدَّهُ بما نالَ مِنْ أَجرٍ أو غنيمةٍ، ورجُلٌ راحَ إلى المسجِدِ فهو ضامِنٌ على الله، ورجُلٌ دخلَ بيتَهُ بسلامٍ فهو ضامِنٌ على الله".
قوله:"ثلاثة كلهم"؛ أي: كل واحد منهم. "ضامن"؛ أي: ذو ضمان على الله تعالى، وقيل:(ضامن) هنا فاعل بمعنى مفعول؛ أي: مضمون على الله؛ يعني: وعد الله وعدًا لا خلفَ فيه أن يعطيَهُم مرادَهم.
"حتى يتوفَّاه"؛ أي: حتى يقبضَ روحه؛ إما بالموت، أو بأن يقتله الكفار.
"نال"؛ أي: وجد.
"راح إلى المسجدِ"؛ أي: مشى إلى المسجد، فهو ضامنٌ على الله أن يعطيه الأجر.
قوله:"دخل بيتَهُ بسلام" معناه عند الأكثرين: أنه يسلِّمُ على أهل بيته إذا دخل، فإذا سلَّم فهو ضامن على الله تعالى أن يعطيه البركةَ والثوابَ الكثير، كما قال - عليه السلام - لأنس - رضي الله عنه -: "إذا دخلتَ على أهلِكَ فسلِّم، تكون بركتُكَ عليك، وعلى أهل بيتك".
وقيل: معناه: دخل بيته، ولا يخرج؛ ليسلمَ من الفتنة، وعلى هذا يكون معناه: من لازمَ بيته، فهو ضامن على الله أن يحفظه من الآفة والفتنة.
* * *
٥١٤ - وقال: "مَنْ خرجَ مِنْ بيتِهِ مُتطهرًا إلى صَلاةٍ مكتوبةٍ فأجرُهُ كأجرِ الحاجِّ المُحرِمِ، ومَنْ خرجَ إلى تَسبيحِ الضُّحى لا يُنصِبُهُ إلَّا إيَّاهُ فأجرُهُ كأجرِ