والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا ومَا أنا من المشركين، إن صلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومَمَاتي للهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا من المسلمينَ، اللهم منكَ ولَكَ عن محمدٍ وأُمَّتِهِ، بسم الله والله أكبرُ".
وفي روايةٍ: ذبَح بيدهِ وقال: "بسم الله والله أكبرُ، اللهم هذا عني وعمن لم يُضَحِّ مِن أُمَّتي".
قوله: "مَوجِيَّيْن" حقُّه: مَوْجُوئَيْن؛ لأنه مفعول مِنْ (وَجَأَ) مهموز اللام: إذا دَقَّ عروقَ الخِصيَةِ حتى يصيرَ الكبش شبيهًا بالخَصيِّ، إلا أنهم قلبوا الهمزة ياء، وقلبوا الواو ياء؛ لأن الواو والياء إذا اجتمعتا والأولى منهما ساكنة تقلب الواو ياء، وتدغم الياء في الياء، ويكسر ما قبل الياء، فصار (مَوْجِيَّيْنِ) مثله (مُوْجَيَيْنِ).
قوله: "على مِلَّةِ إبراهيمَ"؛ أي: أنا على مِلَّة إبراهيم، وصرفتُ وجهي وعملي ونيتي إلى ربِّ العالمين، وأعرضْتُ عما سواه.
قوله: "مِنْكَ"، يعني: حصل في هذا الكَبش منكَ، وجعلتُه "لك"، وأتقربُ به إليك.
* * *
١٠٣٤ - عن حنَشٍ أنه قال: رأيتُ عليًا يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، وقال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَاني أن أُضَحِّي عنه، فأنا أُضَحِّي عنه.
قوله: "أَوْصَاني أن أُضَحِّي عنه"؛ يعني: يجوزُ التضحيةُ عن الميت سواء كان تَبرَّع به أحدٌ على الميت، أو كان من مال الميت، ووصَّى به الميت، ولكن إنْ كان وصَّى به الميت يُخرَجْ قيمةُ الأُضحيَةِ من ثُلُثِ مالِهِ، فإن لم يُوصِ (١)