ولا بعيرًا، ولا شهاةً": إنما عهد - صلى الله عليه وسلم -[إليه] بترك السب؛ لعلمه أنه كان الغالب على أحواله ذلك، فنهاه عنه.
"قال: ولا تحقرنَّ شيئًا من المعروف، وأنْ تكلِّم أخاك": مبتدأ خبره (إن ذلك)، أو عطف على (شيئًا)، و (إن ذلك) استئناف علة له.
"وأنت منبسط إليه وجهُكَ"؛ أي: ذو بشاشة، تتواضع إليه، وتُطيب كلامَكَ له حتى يفرحَ قلبه بحسن خلقك.
"إن ذلك من المعروف، وارفْع إزارك"؛ أي: ليكن سراويلك وقميصك قصيرين.
"إلى نصف الساق، فإن أبيت"؛ أي: لم ترضَهُ نفسُك.
"فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار"؛ أي: احذر من إطالته.
"فإنها"؛ أي: خصلة إسبال الإزار.
"من المَخيلة": بفتح الميم؛ أي: من الكبر والعجب.
"وإن الله تعالى لا يحب المخيلة، وإن امرؤٌ شتمك أو عيَّرك"؛ أي: عابك بما "يعلم منك"، "فلا تعيره بما تعلم منه، فإنما وبالُ ذلك": الشتم والتعيير.
"عليه، وفي رواية: فيكون لك أجر ذلك، ووباله عليه".
* * *
١٣٦٣ - عن عائشة رضي الله عنها: أنهم ذَبَحوا شاةً، فقالَ النبيُّ - صلى الله تعالى عليه وسلم - "ما بقيَ منها؟ "، فقالت: ما بقِيَ إلا كَتِفُها، قال: "بقِيَ كلُّها غيرَ كتِفِها"، صحيح.
"عن عائشة أنهم"؛ أي: أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - "ذبحوا شاةً، فقال النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -: ما بقي منها؟ ":(ما) استفهامية؛ أي: أيُّ شيء بقي منها؟