"فقالت: ما بقي إلا كتفها، قال - صلى الله عليه وسلم -: بقي كلُّها غيرَ كتفِها"؛ يعني: ما تصدَّقت فهو باقٍ، وما بقي عندك فهو غير باقٍ، كما قال الله تعالى:{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}[النحل: ٩٦].
"صحيح".
* * *
١٣٦٤ - عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما مِن مُسلِمٍ كسَا مُسلِمًا ثَوبًا إلا كانَ في حِفْظٍ من الله ما دامَ منهُ عليهِ خِرْقةٌ".
"عن ابن عباس أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقول: ما من مسلم كسا مسلمًا ثوبًا، إلا كان في حفظٍ من الله ما دام منه عليه خِرْقة": وإنما لم يقل: في حفظ الله؛ ليدل التنكير على نوع تفخيم وشيوع، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة؛ فلا حصرَ ولا عدَّ لثوابه.
* * *
١٣٦٥ - عن عبد الله بن مَسْعود - يرفعُه - قال:"ثلاثةٌ يُحبهم الله: رجلٌ قامَ من اللَّيل يتلُو كتابَ الله، ورجلٌ يتصدَّقُ بصدَقةٍ بيمينِهِ يُخفيها - أُراهُ قالَ مِن شِمَالِهِ، ورجلٌ كانَ في سَرِية، فانهزَمَ أَصحابُه، فاستْقَبلَ العَدوَّ"، غريب.
"وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يرفعه"؛ أي؛ الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"قال: ثلاثة يحبهم الله: رجل قام عن الليل يتلو كتاب الله"؛ أي: يقرأ القرآن.
"ورجل يتصدق بصدقة بيمينه يخفيها، أُراه ": من (الإراء)؛ أي: قال ابن مسعود: أظن النبي عليه الصلاة والسلام "قال: من شماله"؛ أي: يخفي الصدقة من شماله.