" قالت عائشة رضي الله عنها: إن حمزة بن عمرٍو الأسلميَّ قال للنبي عليه الصلاة والسلام: أصومُ في السفر؟ وكان كثير الصيام، فقال: إن شئت فصُمْ، وإن شئت فأفطر": الصوم والإفطار كلاهما جائزان في السفر عند عامة العلماء، وقال ابن عباس وابن عمر: لا يجوز الصوم في السفر.
واختُلِفَ في الأفضل، والأكثر على أن الصوم أفضل؛ لتبرئة الذمة، وبعضهم على أن أفضل الأمرين أيسرهما عليه؛ لقوله تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥].
* * *
١٤٣٨ - وقال أبو سَعيد الخُدْري - رضي الله عنه -: غَزَوْنَا مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِسِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ رمَضانَ، فَمِنَّا مَنْ صامَ، وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، فلمْ يَعِبِ الصَّائمُ على المُفْطِرِ، وَلَا المُفْطِرُ على الصَّائمِ.
"وقال أبو سعيد الخدري: غزونا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لستَّ عشرةَ ليلة مضت من شهر رمضان، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ولم يعب الصائمُ على المفطر، ولا المفطرُ على الصائم": وفي الحديث دلالةٌ على غلط من قال: إن أحداً إذا أنشأ السفرَ في أثناء رمضان، لم يجزْ له أن يفطر.
* * *
١٤٣٩ - وقال جابرٌ - رضي الله عنه -: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في سفَرٍ، فرأَى زِحَاماً ورُجلاً قد ظُلِّلَ عَلَيْهِ، فقال:"ما هذا؟ "، قالوا: صائِمٌ، قال:"ليسَ مِنَ البرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ".
"وقال جابر: كان رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم في سفر، فرأى