زِحاماً ورجلاً قد ظُلِّلَ عليه"؛ أي: ضرب عليه مظلة؛ يعني: سقط من ضعف الصوم، أو أغمي عليه، وجُعِلَ على رأسه ظل.
"فقال عليه الصلاة والسلام: ما هذا؟ قالوا: صائم. فقال: ليس من البر الصيام في السفر"، فلا يحسن الصوم فيمن يلحقه ضرر شديد بالصوم.
* * *
١٤٤٠ - وقال أنس: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في السَّفَرِ، فَمِنَّا الصَّائِمُ ومِنَّا المُفْطِرُ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً في يَوْمٍ حارٍّ، فسقطَ الصَوَّامُونَ، وقامَ المُفْطِرُونَ، فضَرَبُوا الأَبنيَةَ، وسَقَوْا الرِّكابَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَهَبَ المُفْطِرُونَ اليوْمَ بالأَجْرِ".
"وقال أنس: كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في السفرِ"، فمنا الصائم، ومنا المفطر، ونزلنا منزلاً في يومٍ حارٍّ، فسقط الصوَّامون، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية"؛ أي: الخيام.
"وسَقَوا الرِّكابَ": وهي الإبل التي يُسارُ عليها.
"فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ذهب المفطرون اليومَ بالأجر".
* * *
١٤٤١ - وقال ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: خَرَجَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ المَدِينَةِ إلى مَكَّةَ، فصامَ حتى بَلَغَ عُسْفانَ، ثُمَّ دَعا بماءٍ فَرَفَعَهُ إلى يَدِهِ لِيَرِاهُ النَّاسُ، فَأَفْطَرَ حتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وذلكَ في رمضانَ.
"وقال ابن عباس: خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من المدينة إلى مكةَ، فصام حتى بلغ عُسْفان" بضم العين وسكون السين المهملتين: اسم موضع قريب من المدينة.