آخَرَ، فقُلْنا: يا رسُولَ الله!، أُهْدِيَ لنا حَيْسٌ، فقال:"أَرِينِيهِ، فَلَقَدْ أصْبَحْتُ صائِمًا"، فَأَكَلَ.
(فصل)
"من الصحاح":
" عن عائشة أنها قالت: دخلَ عليَّ النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - ذاتَ يوم، فقال: هل عندكم شيءٌ؟ قلنا: لا، قال: فإني إذًا لَصائمٌ": يدل على صحة نية التطوُّع نهارًا.
"حَيْس": بالفتح ثم السكون: طعام يُتخذ من تمرٍ وأَقِطٍ وسمنٍ أو زبد.
"فقال: أَرِنِيه" من: الإدارة.
"فلقد أصبحتُ صائمًا"؛ أي: كُنْتُ نَويتُ الصومَ في أول النهار.
"فأكلَ": وهذا يدل على جواز الخروج من صوم النفل.
* * *
١٤٨٢ - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: دَخَلَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على أُمِّ سُلَيْمٍ، فأَتتهُ بتَمْرٍ وسَمْنٍ، فقال:"أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ في سِقائِهِ وتَمْرَكُمْ في وِعائِهِ فَإنِّي صَائِمٌ"، ثُمَّ قامَ إلي ناحَيَةٍ مِنَ البَيْتِ، فَصَلَّى غَيرَ المَكْتُوبَةِ، فَدَعا لِأمِّ سُلَيْمٍ وأَهْلِ بَيْتِها.
"عن أنس أنَّه قال: دخل النبي - عليه الصلاة والسلام - على أم سُلَيم، فأتته بتمرٍ وسَمنٍ، فقال: أَعِيدُوا سَمنَكم في سِقَائه وتمرَكم في وِعَائه؛ فإني صائم": هذا يدل على أنَّ مَن صام تطوُّعًا يجوز أنَّ يصومَ ولا يلزمُه الإفطارُ إذا قُرِّبَ إليه طعامٌ وإن أفطرَ يجوز؛ للحديث المتقدم.