١٤٧٩ - وقال:"مَنْ صامَ يَوماً في سَبيلِ الله جعلَ الله بينَهُ وبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقاً كما بَيْنَ السَّمَاء والأَرْضِ".
"عن أبي أُمامة الباهلي أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: مَن صامَ يوماً في سبيل الله جعلَ الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض"؛ أي: يصير صومُه خندقًا بينه وبين النار؛ فكما أنَّ الرجلَ إذا كان بينه وبين عدوِّه خَندقاً لا يَصِلُ إليه عدوُّه، فكذا الصائم لا تَصِلُ إليه النارُ.
* * *
١٤٨٠ - وقال:"الغَنِيمَةُ البارِدَةُ الصَّوْمُ في الشِّتاء"، مرسلْ.
"عن عامر بن مسعود أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: الغنيمةُ الباردةُ"؛ أي الغنيمةُ الحاصلةُ من غير كثيرِ تعبٍ ومشقةٍ.
"الصومُ في الشتاء"؛ أي: يحصل به الثوابُ من غير أنَّ تصيبَه مشقةُ الجوع، أو يمسَّه حَرُّ العطش، ويستعمل البارد في الشيء ذي الراحة، إنما سُمِّيت بردًا؛ لأن الحرارةَ غالبةٌ في ديار العرب، وماؤهم حارٌّ فإذا أصابوا هواءً باردًا أو ماءً باردًا يقولون: راحة.
"مُرسَل" أي: هذا الحديث مُرسَل؛ لأن راويه عامر بن مسعود القرشي، وهو لم يُدرِكِ النبيَّ عليه الصلاة والسلام.
* * *
فصل مِنَ الصِّحَاحِ:
١٤٨١ - عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: دَخَلَ عليَّ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يَوْمٍ، فقال:"هَلْ عِنْدَكُمْ شَيءٌ؟ "، فقلنا: لا، قال:"فإنِّي إذًا صائِمٌ"، ثُمَّ أَتانا يَوْمًا