فقيل له: من أيِّ شيء ضحكتَ يا أميرَ المؤمنين؟ قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صنعَ كما صنعتُ ثمَّ ضحكَ، فقلتُ: من أيِّ شيءٍ ضحكتَ يا رسولَ الله؟ قال: إن ربك ليَعْجَبُ"؛ أي: يرضى "من عبده إذا قال: ربِّ اغفر لي ذنوبي، يقول"؛ أي: الله: "يعلَمُ عبدي أنَّه لا يغفرُ الذنوب غيري".
* * *
١٧٥١ - وعن ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إذا ودَّعَ رجلًا أَخَذَ بيدِهِ، فلا يَدَعها حتى يكونَ الرَّجلُ هُوَ يدعُ يدَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَيَقُولُ: "أَستَودِع الله دِينَكَ، وَأَمانتَكَ، وآخِرَ عَمَلِك"، وفي روايةٍ: "وخَواتِيمَ عَمَلِكَ".
"وعن ابن عمرَ - رضي الله عنه - قال: كان النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - إذا ودَّعَ رجلًا أخذ بيده فلا يَدَعُها"؛ أي: فلا يتركُ يد ذلك الرجل من غاية التواضُع.
"حتى يكونَ الرجل هو الذي يدَعُ يدَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول: أستودعُ الله"؛ أي: أسألُ الله أن يحفظَ "دينَك وأمانتَك"، جعلَ الدِّينَ والأمانَة من الودائع؛ لأنَّ السفرَ يصيب الإنسانَ فيه المشقةُ والخوفُ، فيكون سبباً لإهمال بعضِ أمورِ الدين، فدعا له بالمعونةِ فيه والتوفيقِ، وأرادَ بالأمانة هنا: أهلَ الرَجُل ومالَه.
"وآخرَ عَمَلِك"؛ أي: خاتمتَه حتى يختِمَ بخير.
"وفي رواية: وخواتيمَ عملِك".
* * *
١٧٥٢ - ورُوي: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادَ أنْ يَستَودع الجَيْشَ قال: "أَسْتَوْدعُ الله دِينَكم، وأَمانتكُم، وخَواتيمَ أعمالِكم".
"وروي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادَ أن يستودعَ الجيشَ قال: أستودعُ الله