"كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم"؛ أي: في يوم عرفة "مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان يُهِلُّ"؛ أي يلبِّي "منا المهلُّ فلا ينكَر عليه"؛ أي: فلا يعيبه أحد.
"ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه" وهذا رخصة؛ يعني: لا حرج في التكبير، بل يجوز كسائر الأذكار، ولكن ليس التكبير في يوم عرفة سنةً للحاج، بل السنةُ لهم التلبية إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر.
* * *
١٨٧١ - عن جابر - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نَحَرتُ هاهنا، ومِنًى كلَّها مَنْحَرٌ، فاَنْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، ووَقَفْتُ هَاهُنَا، وعَرَفَةُ كلُّها مَوْقفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وجَمْعٌ كلُّها مَوْقفٌ".
"وعن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نحرْتُ هاهنا" إشارة إلى منى.
"ومنًى" مبتدأ.
"كلُّها" تأكيد.
"منحر" خبره، والجملة حال؛ أي: لا يختص النحر بالمكان الذي نحرتُ فيه من منى "فانحروا في رحالكم"
"ووقفت هاهنا" إشارة إلى عرفة "وعرفةُ كلها موقفٌ، ووقفت هاهنا وجَمْعٌ" بفتح الجيم وسكون الميم: المزدلفة، وهي المشعر الحرام، سميت به لاجتماع الناس بها، وقيل: لاجتماع آدم وحواء فيها.