للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفتح": يريد بها: الهجرة من مكة إلى المدينة، وكانت تلك فرضًا على كل مسلم مستطيع قبل فتح مكة؛ ليكونَ في سعة من العبادة متمكنًا من الطاعة بلا صارفٍ، ولينصرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إعلاء كلمته وإظهار دينه، فلما فُتِحت رُفِعت الهجرة؛ لزوال الموجب.

"ولكن": بقي "جهادٌ أي: محاربة الكفار.

"ونيةٌ أي: قصد وعزم على إعلاء الدين وإظهاره، ينالون بهما ثوابًا ورتبة تقرب من رتبة المهاجرين.

وقيل: المعنى: ولكن جهاد في سبيل الله، ونية يفارق بها الرجل أهل الفسق، إذا لم يقدر على تغيير.

وقيل: المراد النية الخالصة في محبة الله ومحبة رسوله.

"وإذا استنفرتم أي: إذا طلبَ أمراؤكم النفر؛ أي: الخروج للجهاد.

"فانفروا أي: فاخرجوا حيث ما كنتم، وهذا حثٌّ على الجهاد، وأمرٌ بإجابة الداعي إليه، إنما قاله تحقيقًا لوجوبه؛ لئلا يختلجَ في صدورهم قياس الجهاد على الهجرة في السقوط.

* * *

"وعنه: أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: إن هذا البلد حرَّمه الله يعني: كتب في اللوح المحفوظ.

"يوم خلق السماوات والأرض": إن إبراهيم سيحرم مكة بأمر الله.

والفاء في "فهو" جزاء شرط محذوف؛ أي: إذا كان الأمر كذلك فهو "حرام بحرمة الله": بتحريمه أظهره على لسان إبراهيم، لا بتحريم من الناس باجتهاد شرعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>